للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعمى علي وقد نالتك محنتهم ... وأنت منهم برأى كيف تستتر

خبّر بحالك أني عنك ننشد من ... يرد ويصدر حتى الطير نختبر

رفقا بنفسك عين منك هاملة ... قد استعارت مجاز الدّمع ينهمر

على الحقيقة قد فارقت نهجهم ... كأنها لم تكن بالعزّ تفتخر

من أجل فرقتهم قد حل بي وصب ... من لي برؤيتهم نشفى وننجبر

من كسر قلبي أنت الرّب يا أملي ... ما خاب عبد دعاك الله معتذر

أنا الدّخيل ومن يلجأ بجنبك يغ‍ ... د سالما ومن الآفات ينتصر

يا أكرم الرسل خير الخلق أجمعها ... أصل العلوم، وروح الكون مفتخر

البدر شق سريعا من جلالته ... حتى تظاهر في الآفاق منشطر

وكلمته الظّبا حقا لما نظرت ... من حسن طلعته وانقادت الشجر

حتى أقرّت بأن الله أرسله ... للخلق طرّا كذا الأملاك والبشر

أمّ الملائك وأمّ الرسل أجمعها ... رقى الطباق بهذا الفخر يفتخر

إن قيل موسى كليم الله قل بشر ... تحت اللواء لواء الحمد ينتظر

أو قيل عيسى فقل الرّسل أجمعهم ... قالوا الشّفاعة للمختار وافتخروا

لولاه حقا لكان الكون منعدما ... لكنه من سناه النور منبهر /

سما سموا على الأنباء حين رآى ... وجه الالاه رآه القلب والبصر

صلّى عليه الاه العرش تكرمة ... فهو الممجد بالتمجيد مشتهر

وقلت للورق تصغي أن نحدثها ... لا بالكناية (٤٧٩) أنّى راعني الأسر

حل اجتماعا لنا كالعقد منتظما ... أبقى جواهره في الأرض تنتشر

مضت سنون ولا ندري متى ذهبت ... من حسنها كخيال الطيف تفتكر

كنا بحصن من الأذكار يذكرنا ... كل الملوك جميع الناس تفتقر

عرب وعجم إلى أهليه أن له ... على البلاد جميعا فيه تنعمر

قفل السواحل للمهدي نسبته ... صنع الملوك التي بالمجد تشتهر

ماذا رآى أهلها من عز حرمتهم ... لم يخشوا البؤس يوما لا ولا ذعروا

بكل (٤٨٠) نوع من الإحسان تتحفهم ... هم حارسوه بطول الدهر ما قصروا


(٤٧٩) في ط: «الكتابة».
(٤٨٠) في ش: «بل كل».