للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحد، يمر بأعلاها وينتفع ببعض منه، وأما مدينة القرويين فمياهها كثيرة تجري منها في كل شارع وزقاق ساقية متى شاء أهل الموضع فجّروها فغسلوا مكانهم منها ليلا، فتصبح أزقتهم ورحابهم مغسولة، وفي كل دار، صغيرة كانت أو كبيرة ساقية ماء [نقيا كان أو غير نقي] (١٦٣)، وفي كل مدينة منهما جامع ومنبر وإمام، وبين المدينتين أبدا (١٦٤) فتن ومقاتلات، وبمدينة (١٦٥) فاس ضياع ومعائش ومبان سامية ودور وقصور، ولأهلها اهتمام بحوائجهم ومبانيهم وجميع آلاتهم، ونعمها كثيرة، والحنطة بها رخيصة الأسعار جدا دون غيرها من البلاد القريبة منها، وفواكهها كثيرة، وخصبها زائد، وبها في كل مكان منها عيون نابعة ومياه جارية، وعليه قباب مبنيّة، ودواميس محنيّة، ونقوش وضروب منها الزينة، وبخارجها الماء نابع مطرد من عيون غزيرة، وجهاتها مخضرّة مونقة، وبساتينها عامرة، وحدائقها ملتفّة، ورياضها مزهرة، وفي أهلها عزة ومنعة (١٦٦).

ومنها إلى مدينة تاودا (١٦٧)، وقد خربت، مرحلتان، كان ابتناها أمراء الملثمين.

ومنها إلى سجلماسة ثلاثة عشرة مرحلة. والطريق على صفروي إلى قلعة مهدي إلى تادلة إلى داي إلى شعب الصفا (١٦٨). ويشق الجبل الكبير إلى جنوبه، ومن هناك إلى سجلماسة.

[صفروي]

فأما مدية صفروي فمنها إلى فاس مرحلة، وكذلك منها إلى قلعة مهدي مرحلتان.

وصفروي مدينة صغيرة (١٦٩) متحضرة، بها أسواق قليلة (١٧٠) وأكثر أهلها فلاّحون، وزروعهم كثيرة، ولهم جمل مواش وأنعام، ومياههم عذبة غدقة.


(١٦٣) ما بين الحاصرتين، اضافة من ن. م. ص: ٧٥.
(١٦٤) في ت: «دائما».
(١٦٥) في الأصول: «وبمدينتي».
(١٦٦) في ت: «منفعة»، وعن مدينة فاس أنظر نزهة المشتاق ص: ٧٥ - ٧٦.
(١٦٧) في الأصول: «تاود» والمثبت من ن. م.
(١٦٨) في الأصول: «الصفار» والمثبت من ن. م. ص: ٧٦.
(١٦٩) في ت: «صغيرة جدا».
(١٧٠) في ت: «جليلة».