للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يسمع بمثلها من إبليس الأبالسة، وذلك أنّه شبّه نفسه بمشايخ الصّوفية والسّنّة، وأظهر السّمعة (٣٥٤) والرّياء، وتعلّم من أقوال الصّوفية واصطلاحاتهم، فاجتمع مع خواص السّلطان السّعيد حسن خان بن علاء الدين (٣٥٥) البايزيدي ووزرائه وأعوانه، وأخذ البيعة عنهم، وعلّمهم التّوحيد والأذكار، وتابعوه إلى أن تزوّج بنت السّلطان، فسلك طريق الإمارة، وتجبر وطغى وادّعى السّلطنة، وأظهر البدعة / واللّواط، وأفسد عقائد الخلق، لا جرم خذله الله وقهره على يد الملك الصالح خليل خان الشّرواني، ثم بعد هلاكه فرّت المتصوّفة الزنادقة بولده حيدر المذكور، ومكث زمانا إلى أن بلغ فسعى في صورة الصّوفية، وقصد بذلك كيدا وجمع الأشقياء مردة أبيه، واتخذ التاج من الجوخ الأحمر بإثني عشر رقاعا ويسمّى بتاج حيدرية، ثم هجم على أهل شروان بالقتال والحرب، ثم خرج شروان شاه مع سليمان خان العثماني فهزموا الملاحدة بإذن الله سبحانه وتعالى، وقتل حيدر الشّقي الغوى في المكان الّذي قتل فيه أبوه، ثم أخذ بعض مردته ابنه الشقي الشهير بشاه إسماعيل - المتقدّم الذّكر - وفرّ به وستره بين النّصارى، ثم ظهر بعد سنين، وجمع الملاحدة واغتنم فرصة واستولى على العراق، وقتل الملوك والأمراء والعلماء إلى أن قهره وهزمه الملك الغازي سليم خان العثماني - عليه الرّحمة والرّضوان -.

ثم مات الشّقي شاه إسماعيل حتف أنفه، وعجّل الله بروحه إلى النّار وبئس القرار، ثم جلس مكانه ولده الغوي طهمساب (٣٥٦) الفتّان، فأظهر ونشر الرفض والطغيان في ممالك خراسان إلى أن قهره وغلبه السّلطان المجاهد سليمان خان - عليه الرّحمة والرّضوان -.

ثم جرى ما جرى بين الرّافضة (٣٥٧) من الفتن والشّر والطغيان إلى أن انتقم الله منهم وسلّط الله سيوف / عساكر الإسلام على رقابهم عشر سنين في دولة الملك المنصور مراد خان - عليه الرّحمة والرضوان - ولا زالوا إلى الآن ظاهرين بالخلاف ومعادات أهل السّنّة {حَتّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ} (٣٥٨) اهـ‍.


(٣٥٤) في ط وب: «السمع».
(٣٥٥) في الأصول: «علاي الدين».
(٣٥٦) في ش وب وت: «طسماسب»، وفي ط: «سطماسب».
(٣٥٧) كذا في ط، وفي ب وت وش: «الرفضة».
(٣٥٨) إقتباس من الآية ٨٧ من سورة الأعراف.