للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقيمون حدود شرائع الدّين، فالله تعالى يمدّ ظلال سلطنتهم على المسلمين ويؤيّد بهم أهل السّنّة والدّين، ويقمع بهم أهل الكفر والأهواء والمخالفين، من قال آمين أبقى الله مهجته فإن هذا دعاء ينفع البشر.

قيل في سبب عصمة العثمانية من الفتن وتغلب الأمراء والوزراء الّتي وقع فيها غيرهم من الدّول بعد عصمة الله السّابقة في سابق قضائه وقدره أنّ ملوكهم في أعصارهم منعوا أن يبايعوا غيرهم في تصرف الملك والإمارة والمناصب الجليلة والإشتراك / في الخطبة والسّكّة والإستقلال بزمام (٥٨٩) المناصب واتخاذ الحصون والقلاع، وتسيير الأغربة البحرية فخصّوا بذلك أنفسهم، وميّزوا ألقابهم عن ألقاب الوزراء، فما شاركهم في أسباب القوة والعدّة وجمع الخزائن الجهادية وغيرها أحد، وقطعوا رأس من تسمّى بالسّلطان والملك، وقطعوا ولاية العهد بتقديم البيعة، وفهموا الإشارة النبوّية في إشتراك (٥٩٠) البيعة إذا بويع الخليفتان فاقتلوا الآخر أو كما قال اهـ‍. من محاضرة الأوائل لعلي ددة، ثمّ (٥٩١) قال: سمعت بعض الأولياء نقلا عن الجفر (٥٩٢) الجامع أنه تمتد دولتهم إلى زمان المهدي، ويسلّمون الخلافة إليه ويكونون من شيعته وناصري دولته، وسمعت ممن أثق بقوله أنه ذكر ذلك عند حضرة السّلطان سليمان الغازي - رحمه الله تعالى - فقيل له: إن خرج المهدي في عصرك هل تسلّم له الخلافة بلا منازعة؟ فقال:

أرى نفسي تنازعني في رياسة الخلافة لأنّه قيل آخر ما يخرج من قلوب الصّدّيقين حبّ الرياسة، فأنظر إلى كمال معرفته - رحمه الله - بحقيقة النّفس الإنسانيّة حسبما قال الصّدّيق (٥٩٣): {وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمّارَةٌ بِالسُّوءِ} (٥٩٤) الآية، اهـ‍.

وقال الشّيخ أحمد بن قاسم بن أحمد ابن الفقيه قاسم إبن الشّيخ الحجري الأندلسي (٥٩٥)، وأنا أدعو للسّلطان مراد إبن السّلاطين العثمانيين الّذين أشهر الله /


(٥٨٩) كذا في ط، وفي ش وب وت: «زمامة».
(٥٩٠) في ش: «إشراء».
(٥٩١) ساقطة من بقية الأصول.
(٥٩٢) كذا في ت، وفي ب: «الحبر»، وفي ط: «الحفر»، وفي ش: «الخبر».
(٥٩٣) هو سيّدنا يوسف عليه السّلام.
(٥٩٤) سورة يوسف: ٥٣.
(٥٩٥) هذا الشّيخ كان حيّا بعد ١٠٤٢/ ١٦٣٢ وهو باحث مترجم عن الإسبانية، أصله من إشبيلية، إنتقل إليها من قرية الحجر (إحدى قرى غرناطة) ثم هاجر إلى المغرب بعد أن عكف سنين على درس الإسبانية حتى ظنّ أنه إسباني، وتمكّن بهذا من السفر إلى المغرب سنة (١٠٠٧ هـ ‍) وأقام بمراكش إلى ١٠٤٦، فكان ترجمانا للسّلطان =