للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي سنة سبع وثلاثين وألف (٧٣) كانت (٧٤) الواقعة العظمى (٧٥) بين عساكر الجزائر وعساكر تونس (٧٦) مات فيها خلق كثير، وكانت لثلاث عشرة خلت من رمضان يوم السبت، وكان السّبب في إستجلابهم الشّيخ ثابت بن شنّوف (٧٧)، وكان شيخا على نجعه، وكانوا متغلّبين على بلد الكاف ورعيّته، وهم أصل الفتنة بين العسكرين، فكانت البايات (٧٨) تهابهم، ولا يحوم أحد حول حماهم ولا يطرق دارهم، فاستجلبوا عسكر الجزائر بإطماعهم إياهم في البلاد، ولمّا التقى الجمعان كانت الدّائرة أوّل يوم على أهل الجزائر حتّى طلبوا الأمان لأنفسهم، ثم خانت أولاد سعيد وأشباههم فاختلّت مصاف العساكر التّونسية (٧٩) فتسارع الأعراب إلى نهب المحلّة والوطق، ولم تسكن الفتنة حتّى ذهب الشّيخ تاج العارفين العثماني والشّيخ إبراهيم الغرياني والشّيخ مصطفى شيخ الأندلس وغيرهم فصالحوا ما بين العسكرين.

وفي السّنة الّتي تلتها كانت محلّة الكاف لقيام ابن شنّوف (٧٧) بها، وكابد هذه الأهوال مراد باي - رحمه الله تعالى - وكان صاحب دهاء.

وفي سنة ثمان وثلاثين وألف (٨٠) أخذ النّصارى زوج غلايط لأهل تونس.

وفي سنة إحدى (٨١) وأربعين (٨٢) توفّي الحاج علي ثابت، وجاء منصب الباشوية لمراد باي.

وفي سنة سبع وأربعين / وألف مات يوسف داي - رحمه الله - ليلة الجمعة الثالث والعشرين من رجب (٨٣) عن سنّ عالية، ودفن بتربة أعدّها مجاورة لمسجده (٨٤).


(٧٣) ١٦٢٧ - ١٦٢٨ م.
(٧٤) في الأصول: «كان».
(٧٥) رجع إلى النّقل من المؤنس ص: ٢٠٨.
(٧٦) وسببها الإختلاف في الحدّ بين المملكتين.
(٧٧) كذا في ت والمؤنس، وفي ش: «سنوب»، وفي ط: «شنوب».
(٧٨) في الأصول: «البيات».
(٧٩) كان تغلّب الجزائريين في واقعة تعرف بواقعة السطارة، وغنم الجيش الجزائري من الجيش التونسي ٢٢ مدفعا، وأنظر أيضا تاريخ الجزائر العام لعبد الرّحمان محمّد الجيلالي، الجزائر ١٣٧٥/ ١٩٥٥، ٢/ ٣٧١ - ٣٧٢، الحلل السّندسيّة ٢/ ٣٦٠ - ٣٦٤.
(٨٠) ١٦٢٨ - ١٦٢٩ م.
(٨١) في الأصول: «أحد».
(٨٢) ١٦٣١ - ١٦٣٢ م.
(٨٣) ١١ ديسمبر ١٦٣٧ م.
(٨٤) يبدو أنّ المؤلف إعتمد في أخبار يوسف على المؤنس ٢٠٥ - ٢٠٨، ينقل عنه بتصرّف بدون إشارة كما أنّه فيه تفصيلات أخرى غير موجودة في المؤنس، ولم يذكر المصدر الّذي رجع إليه.