للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تونس، فقام العسكر على ساق ومضوا للحاج مامي جمل داي وكان مختفيا بزاوية الشّيخ القشّاش، فأخرجوه وطلعوا به إلى القصبة وأعادوه (إلى منصبه وخلع بيشارة) (٢٠٨)، وبعد أيام قتل، ومن هناك ظهر التخالف، وعظم الإرجاف (٢٠٩) واشتدّ الخطب.

فخرج من تونس / جماعة من أهل الفضل والصّلاح وأكابر الدّيوان لإصلاح ذات بين الأخوين فلم يقض الله ما أرادوه لطلب كلّ واحد من الأخوين ما لا يرضى (٢١٠) به أخوه، ففشا (٢١١) النّفاق في الأوطان، وتقاسمت النّاس، وسدّت (٢١٢) الطّرقات.

ثمّ جاءت الأخبار لتونس أن علي باي فارق الفحص بجموعه وأنّه قادم لتونس، فلم يقبلوه وأمروا من معه من العساكر بمفارقته بالهروب إن أمكن فهرب منهم جماعة.

ولمّا سمع محمد باي تثاقل عن المجيء لتونس، وجمع ما قدر عليه من الأعراب، فجاءه الشّيخ الحاج إبن نصر (٢١٣) وجماعته، فأضاف من انحاز إليه إلى محلّته وأقبل في عدد لا يعلمه إلاّ الله فجدّ في السّير إلى أن التقيا في الفحص، وتنازلا الحرب، فكانت الدّائرة لعلي على أخيه وغنموا ما معه، وكان الحرب بين أهل الخيل دون العسكر.

والمحلّة الّتي كانت قدمت من الجريد بعثها علي باي لزغوان، وقال لهم: أقيموا هنا لك فإن كنتم معي رجعتم إليّ وإلاّ رجعتم إلى صاحبكم فأعطوه عهدهم فلم يقبل، وكان سردارها محمّد رايس طاباق، والمحلّة الّتي جاءت من الكاف انحازت بنفسها على ربوة ومترسوا على أنفسهم، ومنع علي باي من التّعرّض لها.

فلمّا همدت (٢١٤) نار الحرب بعث إلى أكابر المحلّة فعدّد عليهم ذنوبهم، وكان آخر العهد بهم / واستقدم محلّة الجريد (٢١٥) فقدمت عليه، وبعث قائده مصطفى سبنيور


(٢٠٨) في ش وب وط: «وأعادوه لمنصب بيشارة»، وفي ت: «وأعادوه لمنصبه فباشره» والتّصويب من المؤنس ص: ٢٦١.
(٢٠٩) في الأصول: «وعظمت الأراجيف».
(٢١٠) في ش: «يرض».
(٢١١) في الأصول: «في ت: «فغشى».
(٢١٢) في المؤنس: «وقطعت» ص: ٢٦٢.
(٢١٣) في الأصول: «أبو النصر» والتّصويب من المؤنس.
(٢١٤) في ت: «أخمدت» وفي المؤنس: «ارتفع الحرب» ص: ٢٦٣.
(٢١٥) في المؤنس: «زغوان» وهي في الحقيقة محلّة الجريد وكانت نازلة بزغوان».