للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فاحتوى على ما / كان معه ولم يفلت من جمعه إلاّ القليل، ووقع الحرب بينه وبين أهل الكاف، فوقعت الهزيمة على عسكره.

ويوم إحدى (٢٤٥) وعشرين [منه] نادى المنادي [في الحضرة] (٢٤٦): من أراد مرتّبه فليخرج إلى الكاف نجدة للعسكر (٢٤٧)، وحدّد لهم الدّاي أن لا رجوع للمرتّب إلاّ لمن بيده تسكرة (٢٤٨) بها طابع الباي، فخرجت النّاس ووقع الحرب بينهم وبين أهل (٢٤٩) الكاف، ورحلوا عنه في تسعة من جمادى الأولى.

وفي إثنين وعشرين منه جاء الخبر لتونس من قبل أهل الجزائر طلبا للصّلح، فالتقوا بالباي ثمّ أرسلهم لتونس فأكرم الدّاي نزلهم، وبلغ الخبر إلى الباي أنّ أولاد سعيد أهلكوا الحرث والنّسل بعد ما كانت نارهم طافئة، وهم مجتمعون على عمّه وأخيه، فبعث إلى تونس فعيّنوا له عسكرا وارتحل بزموله ومن معه إلى القيروان فالتقى بهم، ووقع الحرب ساعة من نهار، فانهزم ذلك الجمع وهرب أولاد سعيد إلى ناحية المنستير ودخل الباشا للقيروان، ورحل علي من القيروان فنزل قريبا من المنستير وقد تحصّن به أخوه وأولاد سعيد، ولمّا طال الحال بأولاد سعيد رجعوا إلى خداعهم وبعثوا إلى الباي يطلبون منه أن يرحل عنهم يسيرا لكي يخرجوا له وينزلوا على حكمه، فرحل عنهم ونزل قريبا من سوسة، وأرسل إلى جماعة من فضلاء تونس يتوجهوا إليه ويحادثهم بمراده.

وفي إقامته هنا لك بعث أهل صفاقس وطلبوا الأمان / منه، وأن يسلّموا له مقاليدهم، فأجابهم لما طلبوه وبعث معهم جماعة من أصحابه ليسلموا له البلد وهرب من كان فيها من قبل أخيه.

وجاءت الأخبار لتونس، فامتنع الدّاي من إطلاق المدافع على جاري العادة لأنّه لم يأت كتاب من عند الباي، ثم جاء الخبر بعد أيام، ثم بعد العيد رحل إلى القيروان فغلقوا الأبواب ولم يخرج إليه أحد، فلم يتعرّض لهم، ونزل تحت وسلات.

وفي خامس شوّال جاءت رسل الجزائر إلى تونس ثانية، وأظهروا قصد الصّلح بين الأخوين، فتبيّن أنّ قصدهم غير ذلك، فبعث الداي إلى أشياخ البلد واستخبر أحوالهم


(٢٤٥) في الأصول: «وأحد».
(٢٤٦) إضافة من المؤنس ص: ٢٦٨.
(٢٤٧) في ش: «نجدة العسكر»، وفي ب: «نجدة إلى العسكر».
(٢٤٨) أي تذكرة، وتسكرة كلمة عامية شاعت في العصر العثماني.
(٢٤٩) ساقطة من ط.