للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فانقلبوا عنه مع الدّهر، واجتمع لأحمد شلبي من ذلك جمع عظيم، فعظم أمره وقوي أزره.

وكان في أثناء ذلك نشر أعلام الولاية على مملوكه الخزنادار (٣٤٠) محمد منيوط ولقبه بالباي وأولاه ولاية الوطن وجاءه الخبر أن الأخوين جمعا جمعا ثانيا واستنفر النّاس للقتال، ووردت عليهما الوفود أفواجا.

وكان محمّد باي وضع قناطر على وادي العلم، فلمّا عبرت جيوشه عليها أمر بنقضها لئلاّ يحدّث أحد نفسه بالفرار، فكانت ضررا عليه، فتهيّأ أحمد / شلبي إذ ذاك ووجه عساكره مع جنود العربان، فالتقى الجمعان بوادي العلم دون القيروان فظفر بهم أحمد شلبي، وانهزمت جيوش الأخوين، ففرّا للقيروان بعد ما مات منهم جمع كثير، وبلغ البشير لأحمد شلبي في يومه، وجيء لتونس بعشرة أحمال (٣٤١) من رؤوس القتلى (٣٤٢)، فألقيت ببطحاء القصبة من تونس.

وبعد ما دخلا للقيروان كتبا للجزائر مع محمد بن شكر يستنجدونهم بنصرة أبيه (٣٤٣) فلم يكن إلاّ يسيرا وقد أتتهم النّصرة، وحصل إجتماع بين الأخوين وتظافرا على محاربة أحمد شلبي [وفي أثناء مجيئهم عزم أحمد المسعي على القدوم نصرة لأحمد شلبي فلمّا ثبت مجيء الجزيريين] (٣٤٤)، أرسل أبو حوش للمسعي يحذّره (٣٤٥) من القدوم لأحمد شلبي فقلبه (٣٤٦) عنه، وهرب أحمد المسعي لناحية الغرب، وكان هروبه من السّرس في ثلاثة من رجب من السّنة المذكورة، ثم هرب من محلّة تونس أبو حوش ولحقته (٣٤٧) خيل محمّد منيوط ليمسكوه فوقع بينهم حرب شديد، ومات من الفريقين خلق كثير، وأتوا بنساء أبي حوش إلى محلّة تونس.


(٣٤٠) في الأصول: «مملوك خزنادار»، والتّصويب من الحلل والإتحاف ٢/ ٥٩. قال إبن أبي الضّياف: «وكان له مولى من نجباء الأفراد إسمه محمّد منيوط».
(٣٤١) كذا في ش وت وب، وفي ط والحلل: «جمال».
(٣٤٢) في الأصول: «القتلا».
(٣٤٣) ساقطة من ش وت وب.
(٣٤٤) إضافة من الحلل يقتضيها السّياق.
(٣٤٥) في الأصول: «يحذرهم».
(٣٤٦) في ش وب: «فغلبه»، وفي ت: «فقابله».
(٣٤٧) في الأصول: «لحقه».