للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحفظة، وبنى له ميضة (١١٤) وصهريجا، وأجرى عليه ما تتوقّف عليه العبادة عادة من حصر ووقيد وغير ذلك مما تتوقّف عليه المساجد، وأوقف عليه رباعا وعقارا يصرف محصول غلاّتها على المسجد والقائم به، تقبّل الله عمله وجعله عملا خالصا لوجهه الكريم ومقبولا ومشكورا وأناله به جنّة وحريرا، وانتهاء بنائه سنة تسع وتسعين ومائة وألف (١١٥)، وابتداء التّعمير سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف (١١٦).

[كسوف بالشمس]

وفي سنة سبع وتسعين ومائة وألف (١١٧) وقع تغيّر في الهواء فكثف حتّى كان الجوّ يظلم وتظهر الشمس بصورة الإنخساف ولا خسوف بها، وإذا بقي للغروب قيد رمحين (١١٨) زال (١١٩) نور الشمس بالمرّة من شدّة كدورة (١٢٠) الهواء فيظهر في مرأى (١٢١) العين أنّها غربت والحال أنّها فوق الأفق ولا سحاب هناك بل غلظ هواء / وتتابعت (١٢٢) خسوفات في القمر.

الطّاعون وأثره:

وكثر الطّاعون بأرض المشرق من مصر وبلاد الترك، فلمّا كانت سنة ثمان وتسعين ومائة وألف (١٢٣) (ظهر بجمّال من بلاد السّاحل واستمرّ لتونس (١٢٤)، وفي أوّل سنة (١٢٥)


(١١٤) تعبير عامي، والفصيح: «ميضاة».
(١١٥) ١٧٨٤ - ١٧٨٥ م.
(١١٦) ١٧٧٩ م.
(١١٧) ١٧٨٣ م.
(١١٨) في ط: «قدر رمحين»، وفي ت: «قدر عين»، وفي ب: «قيدر عين».
(١١٩) في ت: «زوال».
(١٢٠) في الأصول: «كدرة».
(١٢١) في ط: «بمرآى».
(١٢٢) في الأصول: «تتابع».
(١٢٣) ١٧٨٤ م.
(١٢٤) في ط: «بتونس».
(١٢٥) جانفي ١٧٨٥ م.