للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذوي الإحسان، وإنّما عنوا بامتداح القديم، وتعظيم العظم الرّميم، وسبب ذلك الحسد وكثيرا ما / يعدّون الصّواب محالا، (والعداة (٥٠) آلا) (٥١) والقوام إعوجاجا (٥٢) والعذب ملحا أجاجا.

ثمّ ولّى يحيى على صفاقس إبنه عليّا وهو ولي عهده، فلمّا توفّي يحيى وعلي بصفاقس وصل واستبد بالملك، وكان يبعث الولاة إلى صفاقس إلى أن توفّي.

ولاّتها أيّام الموحّدين:

وولي إبنه الحسن، فوقعت الوحشة بينه وبين «لجار» الكافر حسبما مرّ، فلمّا تغلّب على المهديّة وصفاقس (٥٣) وغيرهما جعل عاملا عليها الشّيخ عمر الفرياني فبقي متصرّفا أعمالها إلى أن افتكّوها كما مرّ، واستمر الشّيخ عمر متصرّفا إلى أن نزل عبد المؤمن، فوصل إليه الشّيخ عمر مع جماعة من أشياخ البلد فأذعنوا له بالطّاعة، وعيّن لهم عبد المؤمن حافظا من الموحّدين، وأمر الشّيخ عمر - رحمه الله - بالرّجوع إلى بلده، وأن تكون الأشغال المخزنية تتصرّف على يده، فأقام على ذلك إلى أن توفّي - رحمة الله عليه - فخلف في ذلك ولده عبد الرّحمان بن عمر وأقام مقامه، فوصل الميورقي إلى صفاقس واستولى عليها، فرغب إليه عبد الرّحمان أن يسرحه إلى الحجّ فارتحل بأهله ولم يعد، وبقي بعض ولده بصفاقس فذرّيته بها إلى الآن (٥٤).

ولمّا قدم النّاصر واسترجع البلاد (٥٥) من يد الميورقي واستخلف أبا محمّد عبد الواحد ابن أبي حفص حسبما مرّ أرسل واليا عليها من قبله.


(٥٠) في ت وب وش: «العذب»، والتّصويب من الرّحلة.
(٥١) ما بين القوسين ساقط من ط.
(٥٢) في الأصول: «عواجا».
(٥٣) تصرّف في النّقل واختصر ما يتعلّق بثورة عمر الفرياني على النّرمان لأنّه تكلّم عنها فيما سلف.
(٥٤) إلى هنا ينتهي النّقل عن التّجاني ص: ٧٠ - ٧٦، وأسرة الفرياني من الأسر المعروفة في صفاقس إلى الآن.
(٥٥) في ط: «البلد».