للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وألمّ إبن الابار (٣٠٤) في التّحفة (٣٠٥) بذكر جماعة من هجاء الشعراء فذكر أوّلهم أبا محمّد عبد الله بن عبد الرّحمان (٣٠٦) الفرياني، وكان بإشبيلية ناظرا في المواريث لأبي سليمان داوود بن أبي داوود وأنشد له بيتين في هجاء إبن زهر (٣٠٧) وهو غير الذي ذكرنا، وإن توافقا في الإسم والأب والنّسب والصّفة لبعد ما بين زمانيهما.

ترجمة الشّيخ عبد الرّحمان الطّبّاع:

ومن فقهاء صفاقس الشّيخ العالم العلاّمة الفقيه العمدة الفهّامة أبو زيد سيدي عبد الرّحمان الطّبّاع، مقامه مشهور بداخل صفاقس قريب سجن القضاة شرقي البلد، وقبره مشهور قرب الشّيخ اللخمي عليه سيف من رخام مكتوب فيه إسمه، ووفاته سنة سبعين وخمسمائة (٣٠٨)، فهو - رحمه الله تعالى - ممّن قام بنشر العلم بعد فتح عبد المؤمن البلاد من أيدي النّصارى.

ترجمة الشّيخ طاهر المزوغي:

ومن منازل صفاقس الرّاجعة إليها قصور السّاف (٣٠٩) وهي بلد الشّيخ العارف بالله تعالى سيدي طاهر المزوغي، أصله من عرب مزوغة بإفريقية، فانتقل ونشأ بتونس / ثمّ لما شاخ استوطن قصور السّاف، وطال عمره وانتفع النّاس به.

قال الشّيخ أبو علي يونس السماط: بلغ الثّمانين سنة وتوفّي بوطنه من صفاقس، وقبره بها يزار، وله كرامات كثيرة، فمنها ما نقله السماط عن بعض الثّقات أنّه كان شخص جالسا بمسجد الشّيخ إذ خرجت من الشّيخ تفلة فأرسلها فأصابت شخصا أسود،


(٣٠٤) في الأصول: «ابن الأنباري».
(٣٠٥) هي تحفة القادم لابن الابار المتوفّي سنة ٦٥٨/ ١٢٦٠ م.
(٣٠٦) في الأصول: «محمّد».
(٣٠٧) في الأصول: «ابن زهير».
(٣٠٨) ١١٧٤/ ١١٧٥ وهذه الرّخامة التي كانت على قبره، محفوظة بمتحف صفاقس.
(٣٠٩) هي الآن من ولاية المهدية لقربها منها، وما قاله المؤلّف يدلّ على أنّ صفاقس في القديم معتبرة من إقليم الساحل.