للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة الشّيخ أبي الحسن علي المحجوب:

ومن أحفاد سيدي علي بن أبي القاسم الشّيخ أبو الحسن سيدي علي المحجوب إبن الشّيخ أبي الحسن علي، إبن الشّيخ أبي عبد الله محمّد إبن الشّيخ أبي الحسن سيدي علي ابن أبي القاسم، سمي المحجوب لكثرة احتجابه، كان شيخ الطّريقة والحقيقة، وانتهت إليه تربية المريدين، أخذ الطريقة عن سيدي علوان بن سعيد (٣٦٠) صاحب المقامات والكرامات.

وقبره غربي قصور السّاف بينهما قدر أربعة أميال. قال الشّيخ سيدي علي المحجوب لأولاده: كلّ النّاس تزوركم إلاّ الشّيخ سيدي علوان فزوروه.

وأخذ أيضا عن سيدي محمّد بن جابر وقبره بالمهدية مشهور مزار، كان سيدي علي المحجوب - رحمه الله تعالى - صاحب اجتهاد وعبادة ذا حظّ من صلاة الليل، كان ورده كلّ ليلة ألفا ركعة بختمة من القرآن الكريم.

ومن كراماته أنّه أشبع خمسمائة زائر من ويبة واحدة، فشبع الجميع ومن حضر، وبقي من الطّعام كثير.

قتل - رضي الله تعالى عنه - شهيدا لما أخرب الكفار (٣٦١) المهدية سنة سبع وخمسين وتسعمائة (٣٦٢) فقاتل قتالا شديدا بنفسه وجواده حتّى أنه يأتيه الكفار من خلفه فيرفسهم (٣٦٣) جواده بسنابكه فيقتلهم، نودي في سرّه ذات يوم من أيام قتاله: يا علي، الأجل قد حضر، فأخبر بذلك أولاده، وان الكّفّار يقتلونه ويقطعونه قطعا ويرمونه في البحر، فارتقبوا أجزائي على شاطئ البحر، فأتوا لشاطئ البحر ليلا، فوجدوا على أبعاضه (٣٦٤) نورا تتميز به عن غيرها، فاستجمعوها / مستكملة ونقلوها لبلده قصور السّاف، فقبره بها مشهور (٣٦٥) قرب جده سيدي علي بن أبي القاسم.


(٣٦٠) الذي سميّت به قرية سيدي علوان غربي قصور الساف، وتاريخ وفاته غير معروف، ولعلّه من أهل القرن العاشر إستنباطا من تاريخ وفاة تلميذه علي بن أبي القاسم المحجوب: وانظر الحقيقة التّاريخيّة للتّصوّف الإسلامي ص: ٣١٩.
(٣٦١) الأسبان.
(٣٦٢) ١٥٥٠ م.
(٣٦٣) في الأصول: «فيرفصهم».
(٣٦٤) في ت وب وط: «الفاظه».
(٣٦٥) الحقيقة التّاريخيّة للتّصوّف الإسلامي ص: ٢٢٨ - ٢٢٩، إختصر ترجمته من هنا.