للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى بقي الستّون في مثل منطرح ... وقالوا جميعا ذا الولي طعناه

حين كان (٥١١) البغي هو زميمنا ... واليوم في حال الهدى رفقاه

وتأخّر الإثنان شيطان قادهم ... عماهم (٥١٢) على الطاعة وحب هداه

رشاشي المسمّى وجاء مريش مثيله (٥١٣) ... ناحس على منحوس طاح (٥١٤) معاه

قال لهم الشيخ الله يقلّكم ... ويذلّكم ما يكبر لكم جاه

توعدهم وعيد الشيخ ودعا عليهم ... وما راحوا حتى حاك دعاه

من قلّة التصديق بطل عملهم ... ومن نال حاجة ثار سبع معاه

هرب جميع الناس منها وأدبروا ... ومن كان في يده حديد (٥١٥) رماه

ثمّ إنّ الستّين لمّا تمكّنوا من حبّ الله تعالى وثبتت لهم معرفته أرادوا العزلة عن الخلق ليتفرّغوا لطاعة خالقهم لنبذهم الدّنيا وما فيها، ولإقبالهم بكلّيتهم على ما يقرّبهم إلى خالقهم من العبادة والذّكر، فاختار لهم وادي عقارب والشّرب من بئر العرائش، وفي هذا المعنى يقول الشيخ - (رحمه الله تعالى) - (٥١٦):

التموا الستّون وداروا بسيدهم ... وقالوا اقصد بنا موضعا نرضاه

قال الوطا معروف هيا اقطرونني ... ولكم وطا معروف يجرى ماه

في ملتقا الوديان بطحاء عقارب ... وبير العرائش نشربوا من ماه /

ولمّا استوطنوا بوادي عقارب وظهرت بركتهم (٥١٧) إعتقدهم النّاس من كلّ جهة (٥١٨) وأعطوهم زكاة مواشيهم (٥١٩) وحبوبهم، واجتمع عليهم من هداه الله تعالى للخير، ولمّا اجتمع عندهم ما تيسّر من الزكاة وبقوا مشتغلين بالذكر والعبادة تاركين للحرب والمقاتلة سمع بذلك أوباش البدو، ويقال لهم بنو عثمان، فجاءوا لنهب ما اجتمع


(٥١١) ساقطة من ط وب، وفي ت: «فحين البغي كان».
(٥١٢) في ط: «أعماهم».
(٥١٣) في بقية الأصول: «مثله».
(٥١٤) في ط: «طاع».
(٥١٥) في ط وب: «حرير».
(٥١٦) ما بين القوسين ساقط من بقية الأصول.
(٥١٧) في ط: «بركاتهم».
(٥١٨) في ش: «جيهة».
(٥١٩) في ط: «زكاة أموالهم ومواشيهم وحبوبهم».