للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال غيره: كان مستحضرا لجمل من التّفسير وله تفسير ونظم جسيم، وديوانه متداول بالأيدي، وجيّد شعره أكثر من رديئه، وأمّا نظمه في التّلاحين والحقائق وتركيزه للأنغام فغاية لا تدرك، وتلامذته يتغالون فيه إلى حدّ يفوق الوصف اهـ‍.

وللحافظ زين الدّين (٥٨٤) العراقي كتاب: «الباعث على الخلاص من حوادث القصاص» صنّفه في الرّدّ عليه.

وقال بعض من صنّف في الطّبقات: كان فقيها عارفا بفنون من العلم، بارعا في التّصوّف، حسن الكلام / فيه، على طريقة إبن عربي وابن الفارض.

وقال بعضهم: كان ظريفا لطيفا، يلبس الملابس الفاخرة، ويأكل نفيس الأطعمة حتّى قوّمت الأواني الصّينيّة التّي في سماطه بألف دينار.

قال المناوي: وكان شيخنا الشّعراني يقول: كان في غاية في الظّرف واللّطف لم ير في عصره أظرف منه، وموشّحاته في ديوانه تشهد له، قال: مع أنّه سبك فيها أمورا تضرب فيها الأعناق لو فسّرت، ومن كلامه: لا تعبث أخاك ولا تعيّره بمصيبة دنيوية لأنّه إمّا مظلوم فسينصره الله، أو مذنب عوقب فطهّره (٥٨٥) الله، أو مبتلي وقع أجره على الله، ومن الرّعونة أن يفتخر أحد بالآباء من سلفه أو يعيّر بما لا يستحيل عليه، ويعلم أنّ ما جاز على مثله جاز عليه.

وقال: الخطوط الدنيوية زبالة، فمن أظهر للنّاس خصوصية ربّانية لينال منها حظّا دنيويا فكأنّه بوطل بالمملكة كلّها على أن يكون زبالا.

وقال: ليس لأحد أن يمكّن أحدا من تقبيل يده إلاّ أن صحبه من الحق ما صحب الحجر الأسود من حفظه عهد الحقّ في الخلق، والتّطهّر (٥٨٦) من لوث بحكم الوهم البهيمي وعدم الشهوة المغفلة عن الله، والحظ المشتغل عنه، والرّعونة المضلّة عن طريقه، وتحمل خطايا الخلق ولو أسود بهم وجهه وتذكيرهم بربّهم، فمن جمع هذه الصفات فهو يمين لله في الأرض كالحجر الأسود، {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ} (٥٨٧).


(٥٨٤) في الأصول: «ولحافظ الدين».
(٥٨٥) في ش: «فطرده»، وفي ب وت: «فطره».
(٥٨٦) في ط: «التأخر».
(٥٨٧) سورة الفتح: ١٠.