للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بمقطع (٦٧٩) فاستعجبت إمرأة أبيه وقالت: هذا لا يكون من عمل يده، فتركته حتّى خرج للمنسج وأمهلت قليلا ثمّ ذهبت للمنسج لتبصر كيف ينسج، فوجدت المحلّ مغلقا فجعلت عينها في خرق الباب، فإذا بالمنسج ينسج وحده لنفسه (٦٨٠) كأقوى ما يكون من النّسج (٦٨١)، فعلمت أنّ له شأنا /، ثمّ قالت لوالده إنّه كبر سنّه ولا يليق أن ينام معنا في بيت واحد، فافض (٦٨٢) له بيتا، فصار إذا غلق الباب [ودخل] (٦٨٣) البيت يسمع معه كلام، فقالت إمرأة أبيه: ما هذا الكلام مع ولدك فلعلّ معه أحدا، فيقول لها: دعيه فإني غلقت باب الدّار (٦٨٤)، ولا يمكن أن يدخل أحد (٦٨٥)، فقالت لا بدّ من أن أذهب وأنظر ما عنده، فذهبت ونظرت من خلال الباب، فوجدته على كرسي ومعه ديوان منصوب بأولياء الله (٦٨٦)، وهو يولي ويعزل، فيقول: أوليت فلانا وعزلت فلانا، [وهو] يتصرف في الولاة (٦٨٧) بما شاء، فالتفت إلى زوجة أبيه وقال لها: كشفت السّتر، أعمى الله بصرك وقطع يدك، فكان ذلك في الحين (٦٨٨)، فصاحت، فخرج والده فوجدها على تلك الحالة، فاعتذر إليه من فعلها وطلب منه العفو عنها إكراما له، فقال له (٦٨٩):

هل تابت من شرّها؟ فقالت: تبت (٦٩٠)، فدعا لها ومسح عليها فرجعت لسلامة أعضائها.

ثمّ زاد فيه الإنجذاب، وقوي به (٦٩١) الحال، فأمره والده بالذّهاب إلى البلاد الواسعة، فسار (٦٩٢) إلى تونس وفتح دكّان عطّار وجعل يبيع الكثير بالثّمن القليل، وكلّ


(٦٧٩) من النسيج.
(٦٨٠) في ط: «بنفسه»، في ت وب: «لبسه».
(٦٨١) في ب: «المنسج».
(٦٨٢) في ش: «فافضي»، وفي ت: «فاجعل».
(٦٨٣) ساقطة من ش، وفي ت: «إذا غلق الباب ودخل بيته».
(٦٨٤) في ت: «فإني غلقت الباب أي باب الدار»، والصواب: «أغلقت».
(٦٨٥) في ط: «أن يدخل أحد من خلال الباب».
(٦٨٦) في ت: «منصوب من الرجال بأولياء الله».
(٦٨٧) ساقطة من ط وب.
(٦٨٨) ساقطة من ط وب وش.
(٦٨٩) ساقطة من ط وب وش.
(٦٩٠) في ت: «قد تبت».
(٦٩١) في ط: «فيه».
(٦٩٢) في ط: «فسافر».