للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العثمانية - رحم الله أسلافهم ونصر أخلافهم - وبيده أيضا عدة عقود أحباس من الباشوات وغيرهم مشتمل كلّها على تعظيم الشّيخ سيدي علي الوحيشي الأكبر، وعلى وصفه بالولاية والصّلاح والقطبية وغير ذلك، وكان ذلك كالمتواتر بين عدول وقته وسلاطين زمانه، ثمّ سافر من عندنا، ثمّ وقع بالقيروان فبلغنا أنّه - رحمه الله تعالى - توفّاه الله شهيدا بالطاعون بشهر شوّال من السّنة المذكورة (٧٣١) - رحمه الله - وكان رجلا فاضلا لطيفا - رحمه الله -.

ترجمة الشّيخ أحمد الحكموني:

ومن أجلّ أعيان فقهاء صفاقس العالم العلاّمة الشّيخ المفتي سيدي أبو العباس أحمد (بن علي) (٧٣٢) الحكموني، تفقّه بصفاقس على الشّيخ المفتي سيدي عبيد الأومي - المقدّم الذّكر - وعلى الشّيخ الإمام الخطيب أبي محمّد عبد السّلام الشّرفي، وعلى الشّيخ المفتي أبي القاسم الجنان السوسي، وارتحل سنة إثنتين وخمسين وألف (٧٣٣) إلى تونس فتفقّه على الشّيخ العالم سيدي مبارك زرّوق الكافي وله منه إجازة، وكذا تفقّه على غيره من فقهاء تونس، وكانت وفاته - رحمه الله تعالى - بالقيروان ليلة الأحد الثامنة والعشرين / من حجّة الحرام سنة ثلاث وثمانين وألف (٧٣٤)، ودفن من الغد تحت روضة أبي زمعة البلوي صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الجهة الغربية.

ولمّا توفّي - رحمه الله تعالى - تولّى عوضا عنه منصب الفتوى نجله الأسعد الحاج الأبر أبو عبد الله سيدي محمد، فقام مفتيا إلى أن وقعت فتنة إبن الإنكشاري ففرّ بدينه إلى مصر، فأقام هناك قاضيا بالمنصورة وما حواليها حتّى قطع الله فتنة إبن الإنكشاري فاسترجعه محمّد باي إبن مراد - رحمه الله - فرجع إلى صفاقس فأقام بها مفتيا إلى وفاته.

وكان تفقّه على الشّيخ سيدي أبي الحسن الكراي، وعلى الشّيخ الخطيب سيدي حسن الشّرفي، وعلى الشّيخ المفتي أبي العباس أحمد السّماوي، وعلى والده المذكور.

وكانت وفاته بصفاقس يوم الأربعاء وقت الزّوال الخامس عشر خلت من شهر صفر سنة أربع عشرة ومائة وألف (٧٣٥).


(٧٣١) أنظر تكميل الصّلحاء والأعيان.
(٧٣٢) ساقطة من ط.
(٧٣٣) ١٦٤٢ - ١٦٤٣ م.
(٧٣٤) ١٦٧٢ - ١٦٧٣ م.
(٧٣٥) ١١ جويلية ١٧٠٢ م.