للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد الفراتي:

وأمّا شيخنا أبو عبد الله محمّد بن علي الفراتي - رحمه الله تعالى - فكان رجلا صالحا عابدا ملازما لتلاوة الكتاب العزيز، ونشر علوم الشّريعة / ليلا ونهارا، وللغزو في البحر والرّباط.

وكان فقيها محدّثا، مقرئا ميقاتيا، واعظا فرضيا، عمدة في التوثيق، له إشتغال زائد بالنحو، وكان من أصدقاء الشّيخ أبي عبد الله محمّد كمّون القاضي، فطلبه أن يكون نائبا عنه في القضاء، فأبى ذلك وأكّد عليه القاضي الطّلب (٨٩٤) فجعل يبكي ويتضرّع وينتخب خوفا من صعوبة المنصب، وما زال يستعفي القاضي من ذلك حتّى عفا (٨٩٥) عنه وعافاه منه.

أخذ عن الشّيخ سيدي أحمد النّوري، والشّيخ سيدي محمّد إبن المؤدّب الشّرفي، والشّيخ سيدي أحمد الفراتي، والشّيخ سيدي عبد العزيز أخيه، وغيرهم ممّن أخذ عنهم (٨٩٦) الشّيخ كمّون، فإنّه رفيقه من صغره لكبره.

ترجمة الشّيخ أبي عبد الله محمّد البجّار:

وأمّا الشّيخ أبو عبد الله محمّد البجّار فكان رجلا صالحا مكفوف البصر، قرأ على سيدي أحمد النّوري، ومن ذكرنا آنفا، وله قوّة زائدة على تعاطي المختصر، فلا تراه إلاّ ملازما لتعليمه ليلا ونهارا.

ترجمة الشّيخ محمّد الخميري:

وأمّا الشّيخ أبو عبد الله محمّد الخميري فإنّه تفقّه ببلده بسيدي أحمد النّوري، ومن تقدّم من فقهاء بلده، فكان فقيها مقرئا واعظا محدّثا مفسّرا نحويّا، تورّع أوّلا عن تحمّل الشّهادة وتولاّها في آخر عمره، وكان يقرئ بمقام الإمام اللخمي، ويعظ من الجمعة


(٨٩٤) في ط: «المطلب».
(٨٩٥) في ش: «عفى».
(٨٩٦) في ط: «عنه».