للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمثلها إلى أن توفّي سنة ثلاث وتسعين ومائة وألف (٨٩٧)، ودفن مع شيخه النّوري كإخوانه - رحمة الله عليهم وعلى جميع المسلمين -.

ترجمة الشّيخ محمّد النّوري:

ومن أنجال الشّيخ سيدي أحمد النّوري الشّيخ الصّالح (٨٩٨) ذو الدّين والعفّة والصّيانة / والعقل الرّاجح سيدي أبو عبد الله محمّد النّوري.

كان - رحمه الله - عمدة ثقة فقيها محدّثا واعظا عارفا بالعربية والتّوحيد والمنطق، تفقّه بعد أبيه بتونس على شيخنا أبي محمد عبد الله السّوسي، وشيخنا أبي عبد الله محمّد الشّحمي، والشّيخ أبي عبد الله محمّد الغرياني، والشّيخ المفتي سيدي قاسم المحجوب في آخرين من فقهاء تونس، ورجع لصفاقس فعمّر زاوية أبيه وجدّه، وكان رجلا مسلما سلم المسلمون من يده ولسانه (٨٩٩)، ظاهرا وباطنا، ذا عفّة وديانة، وحفظ جانب، وحفظ عهد، لا يعرف التّلبيس والخداع والمراوغة، ظاهره كباطنه، حسن السّيرة والخلق، كان معتزلا عن الخلق إلا بقدر الحاجة إليهم، ولا يعرف للأمراء بابا ولا يوجّه لهم خطابا، تاركا للمناصب على سيرة أبائه، ولا أخذ مرتبا على تعليمه، بل حسبة لوجه الله تعالى، توفّي - رحمه الله تعالى - سنة خمس وتسعين ومائة وألف (٩٠٠).

ترجمة الشّيخ محمّد حامد النّوري:

ومن أنجاله الشّيخ أبو عبد الله سيدي محمّد حامد، واحد زمانه عقلا وعفّة وفهما وفضلا، تفقّه بصفاقس بتلاميذ أبيه وجدّه كالشّيخ المكّي، والشّيخ أبي عصيدة والشّيخ البجّار، وأخيه الشّيخ سيدي محمّد، والشّيخ أبي العبّاس أحمد لولو وغيرهم،


(٨٩٧) ١٧٧٩.
(٨٩٨) في ط: «العالم».
(٨٩٩) إشارة إلى الحديث الشّريف: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، أخرجه الشيخان من حديث إبن عمر، وانفرد مسلم بروايته عن جابر بن عبد الله، قال الحافظ السيوطي: الحديث متواتر، ومن جوامع الكلم: أنظر فيض القدير ٦/ ٢٧٠.
(٩٠٠) ١٧٨١ ترجم له في شجرة النّور الزّكيّة ٣٤٩ ترجمة قصيرة.