للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولعل في أمر الإسلام لنا بالتماس الرزق في خبايا الأرض حثًّا على إحياء مواتها واستخراج كنوزها (١).

وهذا الفضل والترغيب في شأن الزراعة وعمارة الأرض من طرق الكسب الحلال (ما لم يزرع محرماً) وقاية للمسلم من الكسب الحرام وسائر طرقه غير المشروعة.

وإن في المساحات الواسعة من الصحراء المعطلة في بلد واحد من بلاد المسلمين كالسودان أو السعودية حلاً لمشكلات المسلمين الاقتصادية إذا توجهت أنظارهم إلى تعمير هذه الأراضي البور وهي تستوعب معظم أبناء المسلمين وتغنيهم عن الشرق والغرب، وعن التفكير في وسائل تحديد النسل، وفي ذلك حل لمشكلة البطالة، وتشغيل للقوى العاملة المعطلة، والأموال التي ينفق منها على هذه الأراضي موجودة لدى المسلمين إن صلحت النية، وحسن استخدامها.

ثالثًا: الصناعة:

أشار الإسلام إلى ضرورة الأخذ بالأسباب في مجال الصناعة بما يحقق التقدم الحضاري والسبق المادي ويعود على البشرية بالخير الوفير، والكسب الحلال كتدبير وقائي من الكسب الحرام.

ويرفع الإسلام من شأن الصناعة فيعدها من أفضل الأعمال.

عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: أي العمل أفضل؟ قال: «إيمان بالله، وجهاد في سبيله» قلت: فأي الرقاب أفضل؟ قال: «أغلاها


(١) انظر حديثين في هذا المعنى، في المرجع المشار إليه ج ٤ ص ٢١ رقم ٩٣٠٢، ٩٣٠٣. ولم أذكرهما لتضعيف العلامة الألباني لهما في ضعيف الجامع الصغير وزيادته الفتح الكبير، المكتب الإسلامي بيروت، دمشق، الطبعة الثانية ١٣٩٩ هـ ج ٢ ص ٣٢٩ رقم ١٢٤٨.

<<  <   >  >>