للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن بريدة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا، فما أخذ بعد ذلك فهو غلول» (١).

وقد مدح الله تعالى من يؤدي العمل المنوط به بقوة وأمانة، فقال: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَاجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [القصص: ٢٦].

وأداء المهام الوظيفية على أكمل وجه يدخل ضمن حدود الأمانة التي حملها الإنسان- على ظلمه وجهله وعجزه وضعفه- بعد أن ناءت السماوات والأرض والجبال عن حملها وأشفقن منها (٢).

والموظف مؤتمن من قبل الدولة على وظيفته، ومطلوب منه أن يؤدي واجباته في دقة وأمانة كما أمره ربه. قال تعالى: {فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ} [البقرة: ٢٨٣].

فإذا توافرت فيهم هذه الصفة فهم من أهل الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} [المؤمنون: ٨ والمعارج: ٢٣].


(١) أخرجه أبو داود، انظر: ابن الأثير: مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجرزي، جامع الأصول في أحاديث الرسول، تخريج وتحقيق عبد القادر الأرناؤوط، مكتبة الحلواني وآخرين، بيروت، لبنان، طبعة ١٣٨٩ هـ ج ١٠ ص ٥٧٣، ٥٧٤، رقم ٨١٤٤، قال الأرناؤوط: وإسناده صحيح، انظر أيضاً الشوكاني: محمد بن علي، نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار، دار الجيل، بيروت، لبنان، بدون تاريخ، ج ١٠ ص ١٣٥.
(٢) انظر معاني الأمانة الواردة في الآية عند ابن كثير في التفسير ج ٣ ص ٥٢٢ - ٥٢٤.

<<  <   >  >>