للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦ - تضييف أبي بكر لأبي ذر: قال أبو بكر: ائذن لي يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في طعامه الليلة، قال: ففعل، قال: فانطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - وانطلقت معهما، حتى فتح أبو بكر باباً، فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف، قال: فكان ذلك أول طعام أكلته بها.

٧ - الرسول - صلى الله عليه وسلم - يأمر أبا ذر بالرجوع إلى قومه ودعوتهم إلى الإسلام: فلبثت ما لبثت، ثم قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني وجّهت إلى أرض ذات نخل، فلا أحسبها إلا يثرب، فهل أنت مبلغ عني قومك لعل الله عز وجل ينفعهم بك، ويأجرك فيهم، قال: فانطلقت حتى أتيت أخي أنيساً. قال فقال لي: ما صنعت؟ قال: قلت: صنعت أبي قد أسلمت وصدّقت. قال: فما بي رغبة عن دينك، فإني قد أسلمت وصدقت، ثم أتينا أمنا فقالت: ما بي رغبة عن دينكما، فإني قد أسلمت وصدقت.

فتحملنا حتى أتينا قومنا غفاراً، فأسلم بعضهم قبل أن يقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وكان يؤمهم خفاف بن إيماء بن رخصة الغفاري، وكان سيدهم يومئذ. وقال بقيتهم: إذا قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسلمنا، فقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة فأسلم بقيتهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «غفار غفر الله، وأسلم سالمها الله». انفرد بإخراجه مسلم [الحديث صحيح أخرجه مسلم في فضل أبي ذر].

وفي الصحيحين من حديث ابن عباس أن أبا ذر لما دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأسلم، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ارجع إلى قومك حتى يأتيك أمري، فقال: والذي نفسي بيده لأصرخن بها بين ظهرانيهم، فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته: "أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله". وثار القوم فضربوه حتى أضجعوه، وأتى العباس فأكبّ عليه فقال: ويلكم ألستم

<<  <   >  >>