للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحمد بن حنبل، ولقد دخلت عليه في السجن لأسلّم عليه، فسألني: رجل عن مسألةٍ فلم أجبه هيبةً له.

وعن عبد الملك بن عبد الحميد الميموني قال: ما أعلم أني رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشدّ تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوباً وأشدَّه بياضاً من أحمد بن حنبل.

وعن علي ابن المديني قال: قال لي أحمد بن حنبل: إني لأحب أن أصحبك إلى مكة، وما يمنعني من ذاك إلا أني أخاف أن أملّك أو تملّني. قال: فلما ودّعته قلت: يا أبا عبد الله توصيني بشيء؟ قال: نعم ألزم التقوى قلبك، والزم الآخرة أمامك.

وقال أبو داود السجستاني: كانت مجالسة أحمد بن حنبل مجالسة الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا، ما رأيت أحمد بن حنبل ذكر الدنيا قط.

وعن إبراهيم الحربي قال: كان أحمد بن حنبل يأتي العرس والختان والإملاك، يجيب ويأكل.

وعن إسحاق بن راهويه قال: لما خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق انقطعت به النفقة، فأكرى نفسه من بعض الجمّالين، إلى أن وافى صنعاء، وقد كان أصحابه عرضوا عليه المواساة، فلم يقبل من أحد شيئاً.

وعن الرمادي قال: سمعت عبد الرزاق - وذكر أحمد بن حنبل فدمعت عيناه فقال: قدم، وبلغني أن نفقته نفدت، فأخذت عشرة دنانير، وأقمته خلف الباب، وما معي ومعه أحد، وقلت: إنه لا تجتمع عندنا الدنانير، وقد وجدت الساعة عند النساء عشرة دنانير، فخذها فأرجوا ألا تنفقها حتى يتهيأ عندنا

<<  <   >  >>