للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرُ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: ١٨] وهو القائل عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: ١٠٢] وهو القائل سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [الأحزاب ٧٠ - ٧١].

فعلينا أن نتقيه سبحانه، وتقواه سبحانه هي عبادته، بفعل الأوامر، وترك النواهي عن خوف من الله، وعن رغبة فيما عنده، وعن خشية له سبحانه، وعن تعظيم لحرماته، وعن محبة صادقة له سبحانه، ولرسوله محمد - صلى الله عليه وسلم -، ولجميع المرسلين والمؤمنين، فعلينا أن نحب الله بكل قلوبنا، فوق محبة كل أحد، وأن نحب رسوله - صلى الله عليه وسلم - محبة صادقة فوق محبة أنفسنا وآبائنا وأمهاتنا وأولادنا وغيرهم، وأن نحب الرسل عليهم الصلاة والسلام، ونحب إخواننا في الله المؤمنين، فالمحبة من أفضل الواجبات، ومن أهم الواجبات المحبة لله وفي الله عز وجل، ثم هذه المحبة لله ولرسوله توجب طاعة الأوامر وترك النواهي، كما قال سبحانه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمران: ٣١].

فالمحبة الصادقة لله ولرسوله وللمؤمنين تقتضي العمل بطاعة الله، وإخلاص العبادة له، وترك معصيته كما تقتضي طاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - واتباع ما جاء به، والحذر مما نهى عنه، والوقوف عند الحدود التي حدّها، مع تقديم سننه وشرعه على أهوائنا، وتوجب أيضاً محبة المؤمنين وإعانتهم على الخير، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر ومحبة الخير لهم وأداء الأمانة.

ومما يجب على المسؤولين عن الناس في المستشفيات وغيرها أداء الأمانة، فالطبيب والعامل والمسؤول عن الإدارة وغيرهم كله مسؤولون عن أداء

<<  <   >  >>