للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٣ - الاستماع إلى الغناء]

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -:

(وقد تواتر عن الشافعي أنه قال: (خلفت ببغداد شيئاً أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير (١) يصدون به الناس عن القرآن).

فإذا كان هذا قوله في التغبير، وتعليله أنه يصد عن القرآن

- فليت شعري - ما يقول في سماع التغبير عنده كتفلة في بحر. قد اشتمل على كل مفسدة وجمع كل محرم (٢).

قال الإمام المناوي: يا لها من صفقة في غاية الخسران حيث باع سماع الخطاب من الرحمن بسماع المعازف والألحان، والجلوس على منابر الدر والياقوت بالجلوس في مجالس الفسوق.

قال الإمام ابن القيم: فمن خواصه - أي الغناء - أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره والعمل بما فيه، فإن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً. لما بينهما من التضاد.

فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانية شهوات النفوس، وأسباب الغي، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان والغناء بأمر بضد ذلك كله. (٣)


(١) التغبير: شعر في الزهد يغني به مغن أو ينشد به منشد، فيضرب بعض الحاضرين بعضاً أو نحوها على مخدة ونحوها على توقيع غنائه.
ومن ذلك الأشرطة الكثيرة التي انتشرت، فيها الأناشيد مصحوبة بالدف وغيره، ويسمونها أناشيد إسلامية، وللأسف فإن بعضها قد اشتمل على أخطاء عقائدية وألفاظ غير شرعية، وقد صدت الناس عن سماع القرآن. فإنا لله وإنا إليه راجعون. راجع كتاب القول المفيد في بيان حكم الأناشيد للأخ عصام بن عبد المنعم المري. طبعة مكتبة الفرقان - الإمارات.
(٢) إغاثة اللهفان ص (١٧٧) طبعة المكتبة القيمة.
(٣) إغاثة اللهفان (١/ ١٩٣) طبعة المكتبة القيمة.

<<  <   >  >>