للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والجماعة من الصحابة والتابعين والأئمة والصالحين أن الله - تعالى - في السماء كما أخبر مستوٍ على عرشه قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} (٥) سورة طه (١).

وأما الآية الثانية: فلا علاقة لها بموضوع المكان، وإنما تتحدث عن العبودية لله - سبحانه وتعالى -، فإن لفظ {إِلَهٌ} تعني: المعبود بحق، فمعنى الآية إذن: أن الله معبود من في السماء كما أنه معبود مَنْ في الأرض. وأما الآية الثالثة: تتناول قضية العلم فمعناها: أن الله يعلم ما في السموات والأرض.

ثانياً: كيف نتدبر القرآن الكريم؟

يتم ذلك من خلال طريقين: العلمي، والعملي.

أولاً: الطريق العلمي: وذلك من خلال أن يعرف المسلم قيمة تدبر القرآن الكريم، وعِظَم مكانته، وكثرة فوائده، وأن تدبر القرآن سبيل إلى العلم النافع، والعمل الصالح، وطريق إلى حياة القلوب.

قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -:

فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآن (٢)

قال إبراهيم الخواص:

(دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، خلاء البطن، قيام الليل، التضرع عند السحر، مجالسة الصالحين) (٣).

إن المحروم مَنْ حُرِمَ تدبر القرآن، وأُغْلِقَ عليه فهم آياته، ومعرفة معانيه،


(١) راجع هذه المسألة في كتب العقيدة الواسطية وشروحها ومعارج القبول، والعلو للذهبي ومختصره للألباني.
(٢) القصيدة النونية لابن القيم: فصل في التفريق بين الخلق والأمر ص (٤١).
(٣) التبيان للإمام النووي ص (٦١) طبعة مكتبة ابن عباس.

<<  <   >  >>