للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثاً: ماذا يعني المرض عند المسلم؟

إن الناظر في الشريعة الإسلامية يجد أن المرض عند المسلم يعني أموراً عدة منها:

[١ - المرض عقوبة]

إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون ... فإذا رأيت البلاء في الأجساد، فإنك إنما ترى أثر بعض الذنوب التي قدمتها أيدي الناس ... فما من خدش عود، ولا اختلاج عرق، ولا عثرة قدم، إلا بذنب، وما يعفو الله عنه أكثر، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (٣٠) سورة الشورى.

قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -:

(أي مهما أصابكم أيها الناس من المصائب فإنما من سيئات تقدمت لكم، {وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}، أي من السيئات فلا يجازيكم عليها بل يعفو عنها، {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ}) (٦١) سورة النحل (١).

وتعجيل العقوبة في الدنيا من فضل الله ورحمته بعباده المؤمنين، فهذا خير من أن تجتمع على العبد الذنوب فتطرحه في النار ... ولا يعني ذلك تَمنَّي المرض، بل نسأل الله العافية، فإن أُصِبْتَ شكرت؛ لعلمك أنها رحمة وعدل ... رحمة إذ عُجِلَ لك ذلك في الدنيا، وعدل إذ أنه ما أصابك إلا بذنب مما كسبت يداك.


(١) تفسير ابن كثير (٤/ ١١٦) طبعة المكتبة القيمة.

<<  <   >  >>