للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثالثة: من أوتي قرآناً ولم يؤت إيماناً.

والرابعة: من أوتي إيماناً ولم يؤت قرآنا.

قالوا: فكما أن من أوتي إيماناً بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنا بلا إيمان، فكذلك من أوتي تدبراً وفهما في التلاوة أفضل ممن أوتي كثرة قراءة وسرعتها بلا تدبر). (١)

وبعد .. فمن أي الأقسام نحن، وما هو حالنا مع كتاب الله، نسأل الله أن يردنا إلى كتابه رداً جميلاً.

[هؤلاء هجروا تلاوة القرآن؟!]

إن المعرضين عن القرآن طوائف كثيرة منهم: (٢)

[الطائفة الأولى: (بعض الأئمة)]

ويرجع هجر بعض الأئمة للقرآن وإعراضهم عنه إلى سببين هما:

السبب الأول: الكتب التي يقرأونها ويتدارسونها والتي تمتلئ بالمسائل المنطقية والبيانية والفلسفية، وغيرها من القضايا الجدلية التي لا توصلهم إلى إدراك عظمة الله سبحانه وتعالى، ولا تحقق لهم الترغيب في الطاعة، والترهيب من المعصية، ولذلك ترى بعضهم - إلا مَنْ رحم الله - يخالف قوله فعله، بل أحياناً يتهاون في الطاعة، ويقع في المنكر، فهم المسئولون أمام الله عن ضياع هذه الأمة بسبب إعراضهم عن القرآن.

فوالله لو ذاق هؤلاء طعم القرآن وحلاوته، ولذة مناجاة الله تعالى لما وقعوا في


(١) زاد المعاد (١/ ٣٣٨، ٣٣٩) طبعة مؤسسة الرسالة. وقد ورد معناه عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، انظر سنن الدارمي (٣٣٦٢).
(٢) مستفاد بتصرف من كتاب (السنن والمبتدعات) لمحمد بن أحمد بن عبد السلام ص (١٩٧ - ٢٠٢) طبعة الريان.

<<  <   >  >>