للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شبهة والرد عليها:

وبعد معرفة هذه الفضائل لا يحق لأحد أن يهجر تلاوة القرآن. ولكن قد يأتي الشيطان إلى أحدنا ليصرفه عن القراءة والتلاوة ويحرمه من الخير والفضل ويوسوس له ويقول: إنك لا تعرف أو لا تحسن أحكام الترتيل فإذا قرأت بغير أحكامه فإنك آثم بل مأزور غير مأجور؟!!

فإذا به ينصرف عن التلاوة وفي نفس الوقت يتكاسل عن تعلم الأحكام. والحق أن ترد كيد الشيطان في نحره، وتستمر في القراءة ولا تنقطع أبداً واجتهد في تعلم الأحكام على يد شيخ متقن، وضع نصب عينيك حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يقول فيه: " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به (١) مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران " (٢).

(ويمكنك إذا كنت لا تجيد قراءة القرآن أن تذهب إلى أقرب مسجد لتتعلم فيه كيفية التلاوة، وهناك طريقة سهلة، وهي أنك تأتي بشرائط القرآن المرتل، ثم تتابع مع الشريط في المصحف. وإذا لم يكن في إمكانك الحصول على تلك الشرائط، فيمكنك أن تسمع إلى محطة القرآن الكريم وتتابع مع القارئ في المصحف أيضاً.) (٣).


(١) «ماهر به»: مجيد لفظه على ما ينبغي بحيث لا يتشابه ولا يقف في قراءته. «مع السفر الكرام
البررة»: مع الملائكة المطيعين في منازلهم في الآخرة. «يتتعتع فيه»: يتردد في قراءته. انظر هامش رياض الصالحين ص (٣٢٧).
(٢) (متفق عليه) رواه البخاري (٤٩٣٧)، ومسلم (٧٩٨) عن عائشة - رضي الله عنها -.
(٣) كتاب ففروا إلى الله لأبي ذر القلموني ص (١٨٨) طبعة دار المنار.

<<  <   >  >>