للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعلم أو غيره من مهمات الدين ومصالح المسلمين العامة استحب له أن يقتصر منه على القدر الذي لا يخل بما هو فيه، ومن لم يكن كذلك فالأولى له الاستكثار ما أمكنه من غير خروج إلى الملل ولا يقرأه هزرمة. والله أعلم) (١)

وينبغي للمسلم ألا يقرأ القرآن في أقل من ذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ذلك " (٢).

قال أبوالطيب محمد شمس الحق العظيم آبادي - رحمه الله -: (وهذا نص صريح في أنه لا يختم القرآن في أقل من ثلاثة أيام) (٣).

وقال الشيخ عبد القادر الأرناؤوط: (أقول: هذا هو الصواب الموافق للسنة) (٤).

وأما ما ورد عن السلف في ختمهم للقرآن في أقل من ذلك مثل: ما ورد عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أنه جمع القرآن في ركعة يوتر بها وروى عن سعيد بن جبير أنه قرأ القرآن في ركعة في الكعبة وتميم الداري وغيرهم من العلماء والصالحين.

فهذا يحمل على ما ذكره ابن كثير في فضائل القرآن: فهذا وأمثاله محمول إما على أنه ما بلغهم في ذلك حديث مما تقدم، أو أنهم كانوا يفقهون، ويتفكرون فيما يقرءونه مع هذه السرعة، والله سبحانه وتعالى أعلم) (٥).


(١) التبيان ص (٣٢) طبعة مكتبة الزهراء، الهزرمة: سرعة الكلام الخفي.
(٢) (حديث صحيح) انظر صحيح الجامع (٧٧٤٣).
(٣) عون المعبود شرح سنن أبي داود (٤/ ١٨٧) المجلد الثاني طبعة دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى.
(٤) تخريج كتاب التبيان ص (٤٩) طبعة البيان، دمشق، الطبعة الأولى.
(٥) فضائل القرآن لابن كثير.

<<  <   >  >>