للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأخوة في الله عبادة ميسورة ممزوجة بالمتعة والأنس، تزداد بالإيمان والنصح وحفظ السر وإيصال النفع لأخيك وكف الضر عنه. وتصفو مودتها بصدق الحديث ونبذ الحسد ومجانبة المكر أو النكاية. آية صدقها الوفاء والأمانة والهدية.

قال عليه الصلاة والسلام: «تهادوا تحابوا». (رواه البخاري في الأدب المفرد).

كمال الإيمان مقيد بها، قال عليه الصلاة والسلام: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم». (رواه مسلم). حقيقتها جسد واحد تعدد فيه القلوب قال عليه الصلاة والسلام: «المؤمنون كرجل واحد» رواه مسلم وقال عليه الصلاة والسلام: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» (متفق عليه).

وإذا كان المؤمنون إخوة أمروا فيما بينهم بما يوجب تآلف القلوب واجتماعها، ونهوا عما يوجب تنافر القلوب واختلافها.

• حضور دروس العلماء:

حضور دروس العلماء عبادة جليلة، ففي دروسهم زيادة إيمان ومجالسة للصالحين، وتعلو وجوههم خشية الله ومراقبته، والنصح للأمة، وتنتفع بمجالسة العالم الشفقة على الضعفاء ومواساة الفقراء، في درسهم سمت العلماء، وفي حديثهم الصدق وعلى جوارحهم أمارة نقاء السريرة وكثرة العبادة، وحفظ دائم لزمان دهرهم، حسن في التعامل في أفعالهم، حلم الشيوخ وحكمة العقلاء، ومع أقرانهم وفاء الصديق وحفظ الود، ومع الغريب إكرام الضيف، مجالسهم تذكير بسير الأفذاذ من الأسلاف، شحذ دائم لأمور الآخرة، في دروسهم يلتقط الناشئ ما في صدورهم من لباب الكتب، حفظوا أحسن ما قرؤوا، وأظهروا زهرة ما حفظوا، في حلقاتهم تصحيح لألفاظ ما في بطون الكتب، وإرشاد لخير ما يقرأ وخلاصة ما يحفظ، في القرب منهم إيضاح لفهوم مسطور فحول العلماء، في دروسهم خيرات متناثرة وثمرات

<<  <   >  >>