للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجوز. وكنّا نستعيض عن ذلك بالمواقف الحماسية التي تُضرِم النار في قلوب المشاهدين وتُشعِل أعصابهم وتدفعهم -لو شئنا- لاقتحام المعارك، وبشيء آخر هو المواقف الهزلية (الكوميدية) التي تُطلِق الضحكات من قلوب المحزونين.

وكنت بحمد الله أُوفَّق في ذلك كثيراً، وكنّا نجد من التلاميذ من يصلح لهذه الأدوار كما نجد فيهم من يصلح للأدوار الجدّية والإلقاء الحماسي. فممّن برع في إلقاء القصائد الحماسية تلميذ صار -من بعد- أستاذاً للرياضة، نجح في تقليدي حتى صاروا يلقّبونه بالطنطاوي الصغير لأنه يُلقي مثل إلقائي، اسمه محمد البزم على اسم الشاعر الكبير المعروف. وممّن برع في الأدوار الحماسية تلميذ صار من كبار الضباط، وكان يمثّل مصرَ في اجتماع شتورة المعروف الذي عقدَته جامعة الدول العربية بعد الانفصال، وصار له شأن، هو أكرم الديري، ولم أرَه منذ كان تلميذاً صغيراً في المدرسة الأمينية في العشرينيات وأوائل الثلاثينيات. وممّن انضمّ إلى تلاميذ الأمينية مدّة قصيرة أحمد عسّه، الصحافي المعروف الذي كان أيام الشيشكلي من أعوانه المقرّبين، وهو مؤلّف كتاب «معجزة فوق الرمال». ولست أحصي التلاميذ الذين مرّوا عليّ في المدرسة الأمينية على مدى ثلاثين سنة.

* * *

وكنت آتي الشيخ شريف بمدرّسين من إخواننا يعلّمون في مدرسته الأمينية، منهم أنور العطّار الشاعر الكبير رحمه الله، ومنهم وجيه السمّان، رفيقنا أيضاً في المدرسة، المهندس البارع

<<  <  ج: ص:  >  >>