للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولاده من الملوك، رحم الله من توفّاه منهم وأبقى سالماً موفّقاً وأطال عمر الباقين منهم. ولكن سلوني: كم مرّة خلال نصف قرن كتبت أطلب شيئاً لنفسي؟ ثلاث مرّات أو أربعاً، وليس الطلب لي شخصياً ولكن لبعض من يلوذ بي. والمرّة الوحيدة التي أخذت فيها عطيّة أحدّث بها الآن فقد جاءت مناسبة الحديث عنها.

كنت أشتغل وأتكسّب من سنة ١٩٢٤ (١٣٤٣هـ) فلما جاءت سنة ١٩٥٤ كانت حصيلة عمل ثلاثين سنة ثلاثة آلاف ليرة سورية فقط (تعدل بسعر اليوم (١) ألفاً وثلاثمئة ريال)، وكان مع أخي عبد الغني مثلها. وهو أول دكتور في الرياضيات في سوريا، وكان أستاذاً في العلوم في الجامعة. فاشترينا قطعة من الجبل فوق البيوت مساحتها دونم، أي ألف متر مربع، وحرص إخواني على أن نبني فيها. وجاءني مَن أقرضني مبالغ للبناء، وقد تولّوه هم وأنا بعيد لا أشرف ولا أشارك في رأي ولا نظر، حتّى قام البناء، ولكن ركبني دَين مقداره ستة عشر ألف ليرة سورية.

وكنت أعرف الأستاذ عبد الله بَلْخير، قابلته أول مرّة عند شيخنا الشيخ بهجة، وكان يومئذ شاباً، وأحسبه كان طالباً في الجامعة في بيروت. فأُعجِبت بعقله ولسانه وذكائه وبيانه، وخرجت من عند الشيخ وصحبني، ومشينا من دار شيخنا في آخر الميدان جنوبيّ دمشق إلى دارنا في لحف جبل قاسيون شماليها، أي من طرف البلد إلى طرفها. ثم قامت مودّة بيني وبينه.

فلما كنت في كراتشي سنة ١٩٥٤ وزارها الملك سعود


(١) يوم صدور الطبعة الأولى من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>