للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما يسرّ: {وعَسَى أنْ تكرَهُوا شيئاً ويَجْعَلَ اللهُ فيهِ خَيراً كثيراً}.

أما هذا الخير فهو أنه نشأ في كنف خاله الشيخ محمود وفي مكتبته الكبيرة. وأنا حين أذكر دمشق وأحنّ إليها، وتتراءى لي صور الأماكن المحبّبة إلى نفسي فيها، أذكر هذه المكتبة التي طالما كنت أحبّ زيارتها والقعود فيها مع الشيخ ومع تلاميذه: إخواننا الشيخ ياسين عرفة والشيخ محمود الحفّار والشيخ كامل القصّار، وصديقه وصديقنا الشيخ عبد القادر العاني، رحمه الله ورحم من مات منهم. وقد قدر الله أن تمرّ الأيام وأن أشتري هذه المكتبة وأن أُودِعها الكلّية الشرعية في دمشق، وهي باقية فيها إلى الآن. ومن اطّلع على عقد البيع رأى عجباً؛ إذ أن الجهة التي باعت يمثّلها أنا لأنني كنت رئيس مجلس الأيتام، والجهة التي اشترت يمثلها أنا لأنني كنت رئيس مجلس الأوقاف!

وكان شكري رحمه الله يحضر مجالس خاله الشيخ محمود ودروسه في البيت ودروسه في جامع التوبة، ويصاحب هذه النخبة من الأفاضل، فألَمّ بشيء كثير من العلوم الإسلامية، كما أخذ الكثير من الثقافة الحديثة من الدراسة. ولكن هذا كله لم يُجدِ عليه مالاً، وكان خاله فقيراً كما كان أكثر مشايخ الشام، فاضطرّته الحياة إلى أن يعمل ويتكسّب مبكّراً كما عملت أنا، وكما عمل كثير من إخواني الذين بلغوا -من بعد- أعلى المراتب في الحياة وأسمى الدرجات في العلم، كالدكتور أحمد السمّان أستاذ الاقتصاد في كلية الحقوق رحمه الله.

عمل في المكتبة العربية عند آل عبيد، الأستاذ أحمد وإخوانه، وثابر مع العمل على الدراسة حتى حصل على الدكتوراة

<<  <  ج: ص:  >  >>