للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرضاً؟ من أين وصل الإسلام إليها؟ ومتى دخلها؟ وكيف انتشر فيها؟ ما كنت أعرف ذلك ولا عرفت من يعرفه، ولقد نظرت في الكتب التي وصلَت إليها يدي فلم أجد فيها عن ذلك الخبر اليقين.

ولمّا كنت في أندونيسيا عرضت على الدكتور سوبارجو، مستشار الخارجية الذي كان وزيرها سابقاً، أن يُمدّني بالمصادر الكافية للكتابة عن أندونيسيا، فنسي أن يفعل. وسألت السفارة الأندونيسية في مصر فلم تُجِب، مع أن هذه الدعاية التي قمت بها مجاناً من إذاعة دمشق قبل ثلاثين سنة وفي «الشرق الأوسط» اليوم تُشترى عادة بالأموال الطائلة، ولا أدري ما حُجّة القوم في هذا الإعراض.

أقدم نصّ عربي وجدته هو ما كتبه الرحّالة المغربي ابن بطوطة، فقد وصل إلى سومطرة وسمّاها جاوة، جاءها من الهند بعد رحلة في البحر استمرّت أربعين يوماً. ويظهر أن اسم «جاوة» كان يُطلَق على مجموعة من الجزر، لأنه بعد أن تبيّن أنه وصل إلى جاوة صرّح بأن اسم المدينة التي دخلها سومطرة، ويبدو من كلامه أنها كانت في النصف الأول من القرن الثامن الهجري (أي نحو سنة ١٣٥٠ ميلادية) عريقة في الإسلام؛ فالملك مسلم اسمه السلطان الملك الظاهر، وهو شافعيّ المذهب متفقّه، والعلماء كثيرون، والشعائر الإسلامية مُعلَنة، واللسان العربي منتشر ومفهوم، والشعب كله شافعي المذهب مقيم للصلاة متمسّك بالإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>