للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن كلمة «إذا» لا تدخل على الاسم وقد دخلَت عليه في كتاب الله وفي كلام بلغاء العرب؟

* * *

أنا لا أدعو إلى نبذ النحو ولا إلى تبديله، ولكن أدعو إلى اعتباره وسيلة لا غاية؛ فالنحو إنما وُضع -من يوم وُضع- لإقامة اللسان وتجنُّب اللحن، وأقصرُ طريق يوصل إلى هذه الغاية يكون هو الطريق الصحيح.

ولي تجرِبة مع إخوان لي من رفاق المدرسة ذهب أكثرهم إلى رحمة الله، بلغوا مراتب عالية في مناصب الدولة وفي مراتب العلماء، منهم الدكتور صبري القباني الطبيب المعروف، ومنهم الأستاذ سامي الحكيم الذي صار النائب العامّ في سوريا، وجماعة من أمثالهم من إخواننا، خرجوا من المدرسة ولم يتمكّنوا من قواعد اللغة العربية، فأحبوا أن نجتمع على أن نُعيد دراسة النحو، فسرتُ معهم على طريق جديد: أخذتُ كتاب «رنّات المثالث والمثاني في روايات الأغاني» وجعلت كل واحد منهم يقرأ منه فقرة، فإذا قرأ قراءة صحيحة لم أعرض له، وإذا لحن لحنة قوّمتها له وشرحت شرحاً موجَزاً (هو أشبه بالإيماء والإشارة) القاعدةَ التي يعتمد التصحيح عليها. وكنا في كل مجلس نعمد إلى باب من أبواب النحو لا نجاوزه، واستمررنا على ذلك نحواً من سنة، قالوا إنهم استفادوا فيها أكثر ممّا استفادوا في السنين الماضيات.

واتفقت مرّة مع صديق لنا كان أقوى مَن عرفت من الطلاّب في اللغة الفرنسية، حتى إنه يدرّس أو كان يدرّس إلى عهد قريب

<<  <  ج: ص:  >  >>