للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتُقِرّوا بالضعف والعجز. وأنا على قلة علمي أدعو التجانيين كلهم، من أكبر واحد فيهم إلى أصغر مَن ينتسب إليهم، أدعوهم إلى مناظرة عامة على ملأ من الناس، ليظهر هل الحقّ معهم أو مع جمهور المسلمين.

وبعد، فالكلمة الأخيرة في هذه التجانية أنها كُفرٌ وضلال، فاختاروا لأنفسكم: إما المناظرة المُعلَنة أو السكوت المخزي. واختاروا لأنفسكم: إما أن تكونوا تجانيين وإما أن تكونوا مسلمين!

* * *

والشيخ علي الدقر أحد المشايخ الكبار في الشام الذين كان لهم أكبر الأثر في نشر العلم، وكان أجلّ الشيخين اللذين قاما بما دُعي بنهضة العلماء سنة ١٣٤٣هـ، ولم ينسَ الناس ما صنع في حوران والبلقاء (شرقي الأردن) حين ردّهما الله به إلى الدين والعلم بعدما أوشكت أن تغرقَهما جاهليةٌ كالجاهلية الأولى. ولم ينسوا مَن تخرّج عنده من علماء ومدرسين وخطباء وما فتح من مدراس، وما كانت تصنع دروسه التي كان الناس يزدحمون عليها ويتسابقون إليها، فتخشع منها القلوب وتفيض العيون. فهل كان الشيخ علي -على علمه وتقواه وصلاحه- يعتقد هذه الأقوال التي لا يشكّ عالِم ولا طالب علم ولا عامّي من غمار الناس بأن اعتقادها كفر وضلال؟

إني لأفكر الآن في هذا فلا أستطيع أن أتصوّر أن الشيخ علي الدقر رحمه الله كان يعتقدها. ولمّا أصدر البيان الذي أشرت إليه

<<  <  ج: ص:  >  >>