للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعرف الذهب الخالص من النحاس المطليّ بالذهب وتميز المطبوع من المصنوع، فاستمع هذه المقاطع ثم خبّرني: هل يقول اليوم تلميذٌ مثلَ هذا الشعر؟ هل يقوله طالب في الجامعة؟ كم من الشعراء المعروفين مَن يقدر على مثله؟ لا تعجب ياسيدي واسمع، وهذه فقرات منها:

خلّياهُ يَنُحْ على عَذَباتِهْ ... ويَصُغْ مِن دُموعِهِ آياتِهْ

ويرتّلْ ألحانَهُ بخشوعٍ ... مُستمِداً منَ العُلا نَغَماتِهْ

قدْ رواها فمُ الزّمان بِشَجْوٍ ... فحَسِبْنا بُناتِهِ من رُواته

إلى أن قال:

كتَبَ البؤسُ فوقَ خدَّيهِ سطراً ... تتراءى الآلامُ في كلماتِهْ

للهوى قلبُهُ وللشجوِ عينا ... هُ وللعالَمينَ كلُّ هِباتِهْ

شاعرٌ صاغَهُ الإلهُ مِنَ البُؤ ... سِ وأبدى الأسى على نَظَراتِهْ

وحَباهُ السحْرَ الحلالَ فغنّى ... شاكراً ربَّهُ على نَفَحاتِهْ

وسَرِيُّ النَّظيمِ ما كانَ وحياً ... فالهوى والشعورُ في طيّاتِهْ

وسَرِيُّ النَّظيمِ ما كانتِ الحكـ ... ـمةُ فَيّاضةً على جَنَباتِهْ

إلى أن قال:

يَخْلُدُ الشاعرُ الحَزينُ إذا قطّ ... ـرَ أنفاسَهُ على صَفَحاتِهْ

يومُهُ مِثلُ أمسِهِ في شَقاءٍ ... ولعلَّ الرّجاءَ طيُّ غَداتِهْ

كيف رأيت ياسيدي هذا الشعر؟ ألا تعجبون إن علمتم أن قائله تلميذ في المدرسة الإعدادية لم تصل سنّه إلى العشرين؟ فإذا

<<  <  ج: ص:  >  >>