للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمعة، فلما كانت الجمعة وقُضيَت الصلاة قام الدكتور خالد الخطيب فخطب مطالباً بالاستقلال وإطلاق المعتقَلين، وخطب غيره، وخرج المصلّون متظاهرين فقابلهم رجال الشرطة، ثم جاء الدّرَك، ثم جاءت «السباهيّة» من جنود المغاربة والجزائريين الذين ساقوهم إلى نزالنا مرغَمين، ونصبوا مضخّات الحرائق على كتف بردى وواجهوا الناس بالماء من خراطيمها، فأقدم الناس فقطعوا خراطيم الماء وألقوا بالمضخات ومَن معها في النهر، عندئذٍ أطلق الجند الرصاص فأردَوا خمسة من الشباب، وكان هؤلاء أول فوج من الشهداء بعد ميسلون.

قال الشيخ محمد في مذكّراته (وقد وضعت كلامه كما كتبه بين قوسين): "وصار تشكيل جماعات جماعات لأجل أن تقوم البلاد بمساعدة بعضها البعض على الفرنسيين، وأنا العبد الفقير كانت وظيفتي أن أحمل مصحف وخنجر ونحلّف الناس، والله حلّفت مقدار أربعة آلاف من صنف الزكرتيّة والرجال المشهورة، مثل ديب الشيخ وأبو شاكر القلعجي من «العِمارة»، ومن «الشاغور» حسن الخراط وأبو حامد الفحل وأبو عنتر وأبو محمد سلوم وأبو فارس الحرش، إلخ. ومن «الميدان» أبو كمال عرار وأبو سليمان المهايني وصادق الرجّال وأولاد سكر وأولاد رحمون، إلخ. ومن «سوق ساروجة» (صاروجا) عبد الوهاب الرجلة والأغواني، إلخ. ومن «حارة الأكراد» أبو داود الشيخاني وأبو عمر ديبو، إلخ".

وهؤلاء الذين سمّاهم وأمثالهم هم فتوّات الأحياء كما يُقال في مصر، أو القبضايات، وندعوهم نحن «الزكرتية». والأولون

<<  <  ج: ص:  >  >>