للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الجزائر وليبيا والغوطة في الشام والرّميثة في العراق والقناة في مصر، لقد سلككم الله في هذه المواكب التي بدأت يوم بدأت في الأرض دعوات الخير والإيمان على لسان نوح وهود وموسى وعيسى ومحمد صلّى الله عليهم جميعاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

فهل في التكريم أبلغ من هذا يانساء الشهداء ويا أولادهم؟ ويا من فجعهم هذا الظالم بالزوج وبالأب وبالأخ وبالولد؟

الموت حتم ما من الموت بدّ، وكل حيّ إلى ممات، فهل يستطيع صديق أو قريب إذا دهم الموتُ دارَ صديقه أو قريبه إلاّ أن يواسيه ويسلّيه ويبكي معه؟ ألا يهوّن الفجيعةَ على صاحبها أن يجد من يشاركه فيها؟ فلِمَ لا تهوّن فاجعتكم عليكم ياأهل الشهداء أن دنيا الإسلام كلها غرقت بالدمع بكاء معكم وعجّت بالدعاء على الظالمين غضباً لكم؟ لقد شاركتكم البكاءَ عيونٌ لم تكتحل قطّ برؤية شهدائنا وشهدائكم. أقسم بالله العظيم إن ابنتي الصغيرة بكت حتى احمرّت البارحة مقلتاها من البكاء.

فيا إخواني ويا أخواتي ويا بناتي ويا أبنائي، إن فقدتم الوالد والأخ فإن كل مسلم على وجه الأرض أخ لكم اليوم، هو معكم والله معهم ومعكم والله خير من الجميع.

لقد أحال بيتي مأتماً الليلة البارحة صورةٌ مقطوعة من مجلة، صورة العالِم الجليل عبد القادر عودة رحمة لله على روحه يوم خرج من السجن وابنُه يقدّم إليه حلوى شراها له من «خَرجيّته» (أي من مصروفه اليومي) فتلَت عليّ الصورةُ قصةً مكتوبة على

<<  <  ج: ص:  >  >>