للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاضلة من قوم فضلاء أبوها الشيخ إبراهيم زينَل، عرفته في كراتشي فعرفت فيه كرم النفس ونبالة الأصل. ورحّب الدكتور بي، وسألته عن مكان أنزله فدلّني على العمارة التي يسكن فيها، وهي عمارة الكعكي إلى جنب فندق شبرا، ضخمة عالية فيها عشرة أدوار ولها مصعد أحسب أنه أول مصعد رُكّب في مكة. وكانت المساكن في الأدوار الدنيا من العمارة من غرفتين وفي العليا من أربع، فأخذت داراً في الدور الثامن، وهو في الواقع تاسع أو فوق التاسع لأنه لا يوصل إلى المصعد من أرض الشارع إلاّ بارتقاء سُلّم فيه اثنتان وثلاثون درجة. أخذت الدار بأربعة آلاف ريال في السنة، وسألوني: متى تأتي بالأثاث؟ فضحكت وقلت: قريباً إن شاء الله.

ولم يكن عندي من الأثاث شيء. ووجدت بين سكان العمارة الأستاذ صلاح الدين الأزهري، ولم أكن أعرفه من قبل. وهو من اللاذقية، أزهريّ الاسم وأزهري الدراسة، وهو رجل نبيل كريم. ومن عجيب أمري أني ذهبت إلى أقصى الشرق حتى قاربت أستراليا وإلى أقصى الغرب حتى بلغت شمالي هولندا، ولم أرَ اللاذقية ولا الساحل السوري إلى الآن! لقيت من الأستاذ الأزهري كل رعاية وعناية، نزل معي إلى السوق فاشترينا سريراً وفراشاً وسجادة، وكان في السوق شابّ متخرج في كلية الشريعة، ولكنه آثر العمل الحرّ فاشتغل بالتجارة، فاشترينا منه أدوات المطبخ. ثم ذهب بي فاشترينا ثلاّجة. ولا نعرف أنواع الثلاجات، ولكن وجدنا اسمها «جبسون»، وكان رئيس أمريكا «جونسون»، فقلت بأنها رئيسة في الثلاجات كالرئيس جونسون في الدول، وإن اختلف فجاءت نقطته من فوق ونقطتها من تحت، ولم يبقَ

<<  <  ج: ص:  >  >>