للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابَ الحديث عنها الآن لم أستطع أن أغلقه، وإن دخلت فيه لم أقدر أن أخرج منه فأوالي طريقي. ولقد كتبت عن دمشق التي عرفتها وأنا صغير فصولاً ومقالات كثيرة في «رسالة» الزيات رحمه الله وفي غيرها من الصحف والمجلات، وأودعت بعضها كتابي «دمشق» وكتابي «من حديث النفس» و «صور وخواطر» و «قصص من الحياة»، وكل هذه الكتب مطبوع مرّات تتداوله أيدي القرّاء.

أما موقفنا من هذه الحضارة فقد ألقيت فيه محاضرة جامعة في «ندوة الشباب العالمية» من نحو عشر سنين في الرياض (١)، طبعتها الندوة طبعة غاب عنها المصحّح فامتلأت بأخطاء الطبع التي كان يدعوها صديقنا أديب العربية إسعاف النشاشيبي رحمه الله «التطبيعات».

لذلك أدعها الآن وأرجع فأقتصر على حديث الذكريات، إلاّ وقفات ولفتات؛ أقف قليلاً أو ألتفت يميناً أو شمالاً ثم أمضي في طريقي.

* * *

قلت لكم إني كنت أرى الجياع ينبشون أكوام القمامة علّهم يجدون ما يؤكل، وما جاعت دمشق قط في عمرها الطويل إلاّ تلك الأيام.


(١) والمحاضرة منشورة في كتاب «فصول إسلامية»، وقد طبعتها دار المنارة في رسالة صغيرة مستقلة أيضاً (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>