للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحيوان ونبات. أدركها الأجل الذي -مهما تأخر- فإنه آتٍ، فماتت، ولم تجد قبراً يدلّ عليها أو لوحة تشير إلى وجودها.

* * *

لمّا دخلت هذه المدرسة كنت قد ارتقيت أيام الأتراك إلى السنة الخامسة الابتدائية فردّوني لمّا تبدّلَت المناهج إلى الرابعة. ومرّت السنة ونجحت مرة ثانية إلى الخامسة، وكنت الثاني بين رفاقي. وتجدون في قسم الصور صورة «جلاء» (١) فيه درجاتي وإثبات نجاحي.

وانتقلت المدرسة لسبب لا أدريه إلى البناء الذي أقامه أحد الولاة الأتراك على بردى، بين التكيّة السليمانية والأخرى التي أنشأها قبلها السلطان سليم. والذي يشبه في طراز بنائه أبنيةَ القرون الوسطى: برجان من الجانبين وفوقهما سقف هرميّ من القرميد والباب الكبير بينهما، وقد كانت فوقه لوحة من الحجر مكتوب عليها «مدرسة دار المعلّمين»، فانتقلت مدرستنا إليه. ثم صار كلية الحقوق (وكانت تُسمّى معهد الحقوق)، وقد تخرجت فيها ونلت شهادتها سنة ١٩٣٣، ثم صار وزارة المعارف، وهو اليوم إدارة التعليم في دمشق.

ما لي أستبق الأيام؟ ولِمَ لا أنتظر حتى يصل بي -إلى ذلك- الكلام؟


(١) في الشام يسمّون الشهادة المدرسية «الجلاء»، بقيت هذه التسمية القديمة إلى اليوم (مجاهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>