للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو كانَ يقعُدُ فوقَ الشمسِ من كرمٍ ... قومٌ لَقيلَ اقعُدوا يا آلَ عبّاسِ

ثمّ ارتقُوا في شعاعِ الشمسِ إنّ لكمْ ... مجداً تليداً فأنتم أكرمُ الناسِ

وهي التي ولدت القاهرة التي جدّدَت عز الإسلام لما رثّ في مصر ونام عنه بنو العباس. وهي التي ولدت إسطنبول المسلمة (إسلام بول) التي حلّت محلّ القسطنطينية النصرانية، فصارت إسطنبول يوماً عاصمة الشرق والغرب، ورفرف علمها الأحمر ذو الهلال والنجم (الذي نشأت في صِغَري في ظلاله في الشام أيام الحرب الأولى) حتى بلغ أسوار فييَنّا وأسوار صنعاء وأطراف الشرق الأوسط، وهذه آثارها في الحرم في مكّة وفي المسجد النبوي في المدينة، ولا يزال اسم السلطان عبد المجيد مقروناً ببابه الشمالي (الباب المجيدي). وولدت غزنة التي خرج منها السلطان محمود الغزنوي ففتح الهند، ثم السلطان الغوري الذي وضع عرشه على هام دهلي، والملوك الذين امتدّ سلطانهم حتى شمل الهند إلاّ أقلها ... الهند التي حكمناها ثمانمئة سنة.

هذه مكانة المدينة المنورة.

* * *

عرض الرائي من سنوات قصّة خرافية عنوانها «نفق الزمان»، يدخل منه المشاهد فيردّه إلى ما سلف من الدهر.

إني حين أزور المدينة أحسّ أني دخلت هذا النفق، ولكني لا أهبط فيه نازلاً بل أرتقي صاعداً إلى ذُرى المجد وهام المعالي؛

<<  <  ج: ص:  >  >>