للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{.. كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ ..}

كم ينشرح صدرك حين تلقى قوة المؤمن وصلابته وعزيمته وجديته .. مشفوعة بسكينة وإخبات ورقة وصفاء! وهو ما يتمثل في شخصية المسلم بخلق الربانية.

وُصِف الربانيون في القرآن بأوصاف عديدة تتكامل بها صفاتهم. فقد وُصفوا بالثبات في الجهاد والصبر على البلاء {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: ١٤٦]، والرِّبِّيُّون بمعنى الجماعات الكثيرة من العباد والعلماء والربانيين - جمعًا بين التفاسير (١).

ومن علامات الربانيين أنهم يحرِصون على تحكيم الشريعة وإقامة الدين {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ} [المائدة: ٤٤]، وفي موضع آخر وصفهم الله بأنهم المرشَّحون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} [المائدة: ٦٣].

وجعل الله الأمر بالاتصاف بالربانية على لسان مَن يُؤتِيهم الله


(١) يراجع تفسير القرطبي ٤/ ٢٣٠ عند تفسير الآية ١٤٦ من آل عمران.

<<  <   >  >>