للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -: أي الصدقة أعظم أجرًا؟ «قال: أن تَصَّدَّق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى» (١).

قال ابن حجر: (ولَمَّا كانت مجاهدة النفس على إخراج المال مع قيام مانع الشح دالًّا على صحة القصد وقوة الرغبة في القربة كان ذلك أفضل من غيره، وليس المراد أن نفس الشح هو السبب في هذه الأفضلية) (٢).

من الصفات المميزة لمن تأصلت فيه خصلة الكرم أنه لا يرد أحدًا يسأله وقد كان هذا الحال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما سئل عن شيء قط فقال: لا) (٣)، حتى حين أُهدِيت إليه بُرْدَة وكان محتاجًا إليها رآها عليه رجل من الصحابة، فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه فاكسُنِيها.

قال: نعم، فلام الصحابة ذلك الرجل قائلين له: (أخذها محتاجًا إليها ثم سألته إياها وقد عرفت أنه لا يُسأل شيئًا فيمنعه، فقال: رجوتُ بركتَها حين لبِسها النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلِّي أكفَّن فيها) (٤).

والكرم من صفات الرب سبحانه وتعالى، يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن ربكم حَيِيٌّ كريم، يستَحْيِي من عبده أن يرفع إليه يديه؛ فيردهما صِفْرًا، (أو قال خائبتين)» (٥).

وعباد الله الصالحون يمنعهم حياؤهم وكرمهم من رد حاجة العبد من عباد الله.

ومن أوجب الكرم معاملة الكرام بما يستحقون كما في الحديث:


(١) صحيح البخاري - كتاب الزكاة - باب ١١ - الحديث.
(٢) فتح الباري ٣/ ٢٨٥.
(٣) صحيح البخاري - كتاب الأدب - باب ٣٩ - الحديث ٦٠٣٤.
(٤) نفس المرجع السابق - الحديث ٦٠٣٦.
(٥) صحيح سنن ابن ماجه - كتاب الدعاء - باب ١٣ - الحديث ٣١١٧/ ٣٨٦٥ (صحيح).

<<  <   >  >>