للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان إنسانا حسنا، كريم النفس، شجاعا، مقداما، قويّ النفس، ما ركب فرسا أنثى قطّ. وكان جركسيّ الجنس، وتنقّل في الخدم من الخاصكية إلى أن صار من المقدّمين. وقرّر في الخازندارية، ثم ولّي صفد، وطرابلس.

[صفر]

[تحضير السلطان للحجّ]

وفي صفر زاد الاضطراب، وقويت الحركة بسفر السلطان للحجّ، وحضرت العربان من بلاد الشام وغيرها بحمالهم، وقبضوا كثيرا من الأموال ليجهّزوا جمالهم وأحوالهم لحمل الشعير وما يناسب ذلك من الأصناف إلى العقبة. وأشيع سفر السلطان.

[ربيع الأول]

[ابتداء مرض السلطان]

وفي ربيع الأول كان ابتداء مرض السلطان الذي مات به. وكان أصله من الطربة (١) التي حصلت عليه حين رؤية رأس الناصر أحمد، فإنها كانت ضخمة كبيرة، فغسّلت وأحضرت إليه، فلما رآها أخذه يابسة القشعريرة، وصار كثير التفزّع حتى لزم الفراش. وكان قد اعتراه القولنج مع ما كان يعتريه من الأرق ورؤية الأحلام المفزعة، وزاد عليه الحال.

ولما استبدّ به الأمر دخل عليه جماعة من الأمراء وتلطّفوا به حتى أبطل حركة الحجّ. وما زال يتعلّل حتى تحرّك أخوه شعبان، واتّفق مع عدّة من المماليك.

هذا، وقد انفتح خبر السلطان عن الأمراء، فكتب بالإفراج عن من بالسجون، وفرّقت الصدقات، ورتّب قراءة «الجامع الصحيح البخاري» افقرأه جماعة (٢).

[التهيئة للسلطنة بعد الصالح]

وقوي أمر شعبان، وقصد القبض على آل ملك نائب السلطنة، وتحرّز على نفسه، ووزّع الأمراء أموالهم وحواصلهم، ثم تجمّعوا ودخلوا على السلطان، وسألوه أن يعهد لأحد بالملك، فطلب النائب وبقية الأمراء فلم يحضروا.

وكان العلائي قد اتفق مع جماعة على إقامة شعبان، وكان ربيبه. وقام اغزلوا (٣)، وتمر الموساوي معه. / ٨ أ / وامتنع النائب من إقامته.


(١) كذا، والمراد: «الاضطرابة».
(٢) السلوك ج ٢ ق ٣/ ٦٧٦، ٦٧٧.
(٣) يرد كثيرا بهذه الصيغة، وهو «غرلو» بالغين المعجمة، والراء، ولام، وواو.

<<  <  ج: ص:  >  >>