للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صلاة السلطان الجمعة بالمؤيّدية]

وفيه في يوم الجمعة حادي عشرينه، كان الحضور بالمؤيّدية، وإجلاس الشمس ابن (١) الديري على سجّادة مشيختها وتدريس الحنفية. وتقرّر الناصر بن البارزي في خطابتها، وكان يوما مشهودا. وأنزل السلطان مع أمرائه إلى الجامع المذكور قبل الصلاة، وقد هيّئت الأسمطة، ومليت فسقيّة الجامع بالسّكّر المذاب، حضر قضاة القضاة والعلماء ومشايخ البلد فأكلوه، ثم خلع على ابن (٢) الديري، وفرش ولد السلطان سجّادته بيده، وجلس بالمحراب والسلطان وولده عن يمينه، والقضاة عن يساره، وأمراء الدولة. وألقى ابن (٣) الديري درسا حافلا دام إلى قريب الصلاة، ثم انفضّوا. فلما قرب (٤) الصلاة حضروا، ولما حان الوقت صعد ابن (٥) البارزي المنبر، وخطب خطبة بليغة من إنشايه. ثم لما صلّى وفرغ خلع عليه، وقرّر في الخطابة وفي خزانة الكتب بها، وهي خزانة جليلة بها كتب عظيمة جدّا. وقرّر السلطان الصوفية في هذا اليوم بعد عرضهم، وجعل عند كل تدريس منهم جماعة، وجعل المشايخ بهذا الجامع سبعة، المذاهب الأربعة، والحديث، والطحاوي (٦)، والتفسير.

ثم ركب السلطان وعدّى إلى الجيزة وعاد في يوم الأحد لقلعته (٧).

[الغلاء في مكة]

وفيه وصل الخبر من مكة باشتداد الغلاء بها وعدم الأقوات، وأنه أكلت فيها القطاط والكلاب حتى فقدت من مكة، فأكل بعض الناس الآدميّين، وكثر الخوف منهم حتى صار الكثير من الناس لا يمرّون إلى ظاهر مكة خشية أن يؤكلوا (٨).

[مقتل ابن بشارة]

[١٤٧٠]- وفيه قتل بالقاهرة محمد بن بشارة (٩) شيخ جبل صفد، وكان قد كثر فساده هناك، فقبض عليه بحيلة بدمشق، ثم أحضر القاهرة.


(١) في الأصل: «بن».
(٢) في الأصل: «بن».
(٣) في الأصل: «بن».
(٤) الصواب: «قربت».
(٥) في الأصل: «بن».
(٦) المقصود: كتاب «مشكل الآثار» للطحاوي.
(٧) خبر الصلاة في: السلوك ج ٤ ق ١/ ٥٠٨، ٥٠٩، وإنباء الغمر ٣/ ٢٠١، وعقد الجمان ٣٥٨، ٣٥٩، والنجوم الزاهرة ١٤/ ٩٠، ٩١، ونزهة النفوس ٢/ ٤٥٠.
(٨) خبر الغلاء في: السلوك ج ٤ ق ١/ ٥٠٩، وإنباء الغمر ٣/ ٢٠٣.
(٩) انظر عن (ابن بشارة) في: السلوك ج ٤ ق ١/ ٥١٦، وإنباء الغمر ٣/ ٢٠٢، وعقد الجمان ٣٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>