للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ظلم الأستادار للجزّارين]

وفيه وقعت حادثة غريبة نادرة، وهي أنّ أرغون شاه الأستادار بعث إلى جماعة من الجزّارين بأعوانه لطلبهم له من ما أخذه من الأبقار وغيرها، وكانت ببرّ منبابه (١)، فأحضروا، فأمرهم أن يمضوا إلى مبابه (٢) يتسلّموا ما رسم لهم به من البقر فمرّوا ونزلوا بمعدّية من بولاق، وساروا، فقام إنسان منهم وقال: يا رب خذنا قبل أخذ هذه البقرة، فأمّن البقيّة على ذلك. ثم قرأ واحد منهم الفاتحة، ودعا على نفسه، وأمّن الباقين (٣) كذلك بالدعاء على أنفسهم بالموت ليستريحوا مما هم فيه من الظلم وغرامة المال، فما تمّ ذلك حتى توسّطو (٤) النيل، وإذا بمركبهم وقد انقلبت بمن فيها، فغرقوا بأجمعهم في الحال إلاّ القليل منهم، وكانت (٥) الغرقى نحوا من عشرين رجلا، وغرق منهم أربع نسوة، وبلغ ذلك أهل القاهرة، فارتجّت بعويل أهالي الغرقي وبكايهم، وشنّعت القالة على الأستادار، وذهب من مات هدرا / ٥٥٤ / ولا من يتّعظ. وعدّ هذا من شنيع النوادر، ولله الأمر (٦).

[الأمر بتخفيف نوّاب القضاة]

وفيه أمر السلطان القضاة أن يخفّفوا نوّابهم، وأن يكون للشافعي عشرة، وللحنفيّ ثمانية، وللمالكيّ ستة، وللحنبليّ أربعة، لتضرّر الناس من كثرة النوّاب وكثرة ما يغرمونه بأبوابهم، فعمل بذلك مديدة يسيرة، ثم أعيدوا كما كانوا بل وزيادة، ولله الأمر (٧).

[شعبان]

[تناقص الوباء بالشام]

وفي شعبان تناقص الوباء ببلاد الشام بعد أن جرف الناس جرفا بحيث أحصي من ورد اسمه بديوان دمشق فقط عن من لا يكتب اسمه، فكانوا زيادة على الثمانين ألفا (٨).

[الوباء في الخليل]

وفيه وقع الوباء بحرون مدينة الخليل، على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام (٩).

[إمساك مختلّ العقل]

وفيه حضر إنسان من مماليك الشمس الخضري إلى السلطان، وذكر له أنّ بالمحلّة


(١) كذا.
(٢) كذا.
(٣) الصواب: «الباقون».
(٤) الصواب: «توسّطوا».
(٥) الصواب: «وكان».
(٦) خبر الجزّارين في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٦٣٨.
(٧) خبر النواب في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٦٣٨.
(٨) خبر الوباء في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٦٣٩.
(٩) خبر الخليل في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٦٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>