للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: قد بلغني أنّ في عقله خلل. ثم آل الأمر إلى سجنه، وجرى عليه أشياء، ثم نفي (١).

[مهاجمة المسلمين سواحل قبرس]

وفيه عاث الغزاة الذين توجّهوا في البحر في جزيرة قبرس وخرّبوا كثيرا من قراها وبلادها (٢)، وسيأتي تمام خبرهم.

[فتح حصن اللمسون]

وفيه كان أخذ الجند الذين سافروا صحبة جرباش الكريمي حاجب الحجّاب إلى الغزاة حصن اللمسون (٣)، وسيأتي تفصيل ذلك.

[انتصار الأسطول الإسلامي على الفرنج]

وفيه ورد الخبر من طرابلس ببشارة نصرة الأصطول الإسلامي على الفرنج، وأنهم في غاية النصرة على الأعداء، وغنموا غنائم عظيمة، وفعلوا أفعالا غريبة، فضربت البشائر بالقلعة وعلى أبواب الأمراء. ثم جمع القضاة والأعيان بالأشرفية، وقريء عليهم كتب البشارة، ونودي بزينة مصر والقاهرة، ثم قريء الكتاب بجامع عمرو بن العاص أيضا، وكتبت البشاير إلى الإسكندرية وبجهات مصر (٤).

[الغزوة الأولى لقبرس]

وفيه وصل الخبر بوصول الغزاة إلى الطينة، وكان الناس في الزينة والسرور فجعل القلق بسبب ذلك وزاد الكلام ونقص حتى صحّ أنهم عادوا بخير، وكان من خبرهم أنهم لما خرجوا وسافروا من القاهرة مرّوا على دمياط ونجّاهم الله / ٥٧٩ / من عدّة مراكب، كان فيها جانوس ملك قبرس أخذوا فوهة دمياط فترصدو (٥) منهم فما قدروا على شيء، وتوجّهوا إلى طرابلس أعني المسلمين، واجتمع بها الأصطول السلطاني، وكانت مراكبة زيادة على الأربعين قطعة أشحنت بالرجال من جند وعشير وغيرهم بالآلات والعدد، وساروا من طرابلس بعد أن راسل جرباش جينوس صاحب قبرس يحذّره ويخوّفه ويدعه (٦) في الدخول في الطاعة. فأبى وامتنع، فسار إليه بالمراكب ووصلوا الماغوصة (٧)، وهلي بلد على ساحل البحر، بجزيرة قبرس من جهة الشمال، ولها سور


(١) خبر الخلاف لم أجده في المصادر.
(٢) خبر المهاجمة في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٦٩٥.
(٣) خبر اللمسون في: السلوك ج ٤ ق ٢/ ٦٩٥، وإنباء الغمر ٣/ ٣٤٦.
(٤) خبر الإنتصار في: إنباء الغمر ٣/ ٣٤٧، ٣٤٨، وبدائع الزهور ٢/ ١٠٠.
(٥) الصواب: «فتصدّوا».
(٦) الصواب: «ويدعوه».
(٧) الماغوصة: فما غوستا.

<<  <  ج: ص:  >  >>