للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر بعضهم وفاته في هذه السنة، وما عيّن شهره، ولعلّه هذا.

وأعيد ابن أمين الدين إلى قضاء حلب بعده، وكان هو قد أخذ عنه.

[وفاة التقيّ الحصني]

[١٦١٣]- وفيه مات الشيخ الصالح التّقيّ الحصني (١)، أبو بكر بن محمد بن عبد المؤمن بن عبد الله الدمشقي الشافعيّ.

وكان من أجلّ فقهاء الشافعية، وله علم وعمل وصلاح مشهور، وخير وعفّة وديانة، بل كان من الأولياء. وكان دائما في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشدّدا في ذلك. وله عدّة تصانيف جليلة في الفقه وغير ذلك وشهرته تغني عن مزيد التعريف به.

ومولده سنة ٧٤٢.

[رجب]

[مسير مراكب الغزو إلى قبرس]

وفي رجب تجهزت مراكب الغزاة للسفر للجهاد، وعيّن السلطان عدّة من الأمراء، فجعل باش البرّ تغري بردي المحمودي رأس نوبة النّوب، ومقدّم عساكر البحر ورأس باشهم إينال الجكمي أمير مجلس، وعيّن تغري برمش ومراد خجا، وآخرين منهم إينال الأجرود الذي تسلطن بعد ذلك، وسودون اللكاشي، وجانم المحمدي، ويشبك الشادّ.

وكانت هذه الغزوة التي همّ بها السلطان هي غزوة قبرس الكبرى التي فيها فتحت قبرس، كما سيأتي. وكان السبب فيها أنه بلغ السلطان أن جينوس صاحب قبرس بعث قصّاد (٢) إلى ملوك الفرنج يشكوا (٣) ما جرى عليه من سلطان مصر، ويطلب أن ينجدوه (٤). واتخذ عدّة مراكب ليغزو بها الإسكندرية تأسّيا بأبيه، وبلغ السلطان هذا، / ٥٨٨ / فاهتمّ في إنشاء أصطول عظيم همّة قويّة حتى تكامل ذلك بجميع السواحل حتى


(١) انظر عن (الحصني) في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة ٤/ ٤٠٣ - ٤٠٥ رقم ٧٥٩، ودرر العقود الفريدة ١/ ١٩٠، ١٩١ رقم ٦٤، وإنباء الغمر ٣/ ٣٧٤، ٣٧٥ رقم ٢، والدرّ المنتخب ١ / ورقة، ٢٣٢ ب، والضوء اللامع ١١/ ٨١ - ٨٤ رقم ٢٢٠، ووجيز الكلام ٢/ ٤٩٠ رقم ١١١٩، وبدائع الزهور ٢/ ١٠٦، والبدر الطالع ١/ ١٦٦، وشذرات الذهب ٧/ ١٨٨، وكشف الظنون ٢٠٣ و ٤٨٧ و ٤٩١ و ٥٥٨ و ١٠١٣ و ١٠٣٢ و ١١٩٣ و ١٣٥٦ و ١٦٢٥ و ٥٨٧٥ و ١٩١٥ و ٢٠٣٩، ومعجم المؤلفين ٣/ ٧٤، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع ٢/ ٢٠٥، ٢٠٦، والأعلام ٢/ ٤٥، وفهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية (قسم الأدب) ١/ ٤٤٥.
(٢) الصواب: «قصّادا».
(٣) الصواب: «يشكو».
(٤) الصواب: «ينجدونه».

<<  <  ج: ص:  >  >>